يرى محللون أمريكيون أن ما سيطرحه الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى خطابه المرتقب للعالم الإسلامى من القاهرة سيكون «مجرد محاولات ليس أكثر». يقول الباحث فى شؤون الشرق الأوسط بالمجلس الأمريكى للشؤون الخارجية، ستيفن كووك ل«المصرى اليوم»: أوباما سيتطرق غداً وبقوة للقضايا التى تشغل بال شعوب الدول العربية والمسلمة، وفى مقدمتها الصراع العربى - الإسرائيلى. فخطاب أوباما يتوافق مع حلول الذكرى ال42 لهزيمة العرب فى حرب 1967. ويضيف: أعتقد أنه سيتكلم بصورة قاطعة عن نقاط شائكة، مثل تعريف القدس أو وضع اللاجئين، ولكنه بالتأكيد سيطرح مفهوم العدالة وحتمية وجود دولة فلسطينية مستقلة، بالإضافة إلى ما تمارسه الإدارة الجديدة الآن من ضغوط على إسرائيل لوقف بناء المستوطنات! ويوضح كووك أنه بجانب هذه النقاط «لا يجب التصور أن أوباما يملك عصا سحرية للوصول لتسوية وتصور يرضى جميع الأطراف.. هذا تصور غير منطقى ومبالغ فيه». ويرى أن مساعى أوباما وضغوطه على الجانب الإسرائيلى هى «مجرد محاولات» يجب مساندتها من قبل الدول العربية لكى تنجح ويطرح دافيد آرون ميللر، الباحث بمركز وودرو ويلسون الدولى والمفاوض السابق فى وزارة الخارجية الأمريكية فى عملية السلام، عدة صور لما يمكن أن تقدمه الدول العربية من مساندة لأوباما، ومنها: «تطبيع جزئى مع إسرائيل وسماح بعض الدول العربية، كالسعودية، بإعطاء تصاريخ دخول للبلاد لرجال الأعمال الإسرائيليين، وفتح المجال الجوى بين إسرائيل وعدد من الدول العربية، وهى أشياء لا أعتقد أن العرب على استعداد للإقدام عليها». ولهذا السبب فإن ميللر غير متفائل بالجهود الأمريكية التى ستبذل فى الفترة المقبلة من أجل الوصول لتسوية مرضية فى الصراع العربى - الإسرائيلى، فنتنياهو «لم ينتخب لكى يعود إلى حدود 67 وحماس لن تتوقف عن العنف». ويرى دافيد شينكر، مدير برنامج السياسات العربية بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، أن الإدارة الأمريكيةالجديدة فى حاجة إلى مصر لكى تقف معها فى مواجهة حماس ولمنع تسرب الأسلحة إليها من مصر. ويعتقد فى أن ما يسعد الشعوب الإسلامية الآن هو ما يرونه من ضغوط غيرمسبوقة يمارسها أوباما على الجانب الإسرائيلى لوقف المستوطنات، ولكن «فى النهاية، كل شىء له حدود». يوضح شينكر أنه خلال خطبة تنصيبه أعلن أوباما عن رغبته فى التعاون مع المنطقة العربية والإسلامية لتحقيق المصالح المشتركة، ولم يظهر آنذاك ما إذا كان يقصد بحديثه عن المنطقة الشعوب أم الأنظمة، لكن «أعتقد أنه من الواضح الآن أنه كان يقصد تعاونه مع الأنظمة». ويضرب شينكر مثلاً بأنه أثناء زيارتها للقاهرة، لم تعلق هيلارى كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية، بكلمة واحدة على وضع حقوق الإنسان فى مصر الذى وصف فى تقرير تابع لوزارتها بأنه «ضعيف». ومع ذلك، يعتقد كووك أن نقطة حقوق الإنسان بالمنطقة لن تهمل تماماً، وسيتناولها أوباما فى خطابه كرسالة لزعماء الدول بالمنطقة بأن الولاياتالمتحدة «لن تمارس ضغوطاً مباشرة ولكن فى نفس الوقت لن تغلق ملف الحريات تماماً».