جاك شينكر مراسل الجارديان: النظام تعامل بوحشية مع المتظاهرين.. وتعرضت للضرب كبقية الصحفيين ماحدث يوم 6 أبريل أثار اهتمام الصحف العالمية سجل الصحفي البريطاني جاك شينكر مراسل صحيفة الجارديان البريطانية شهادته حول أحداث 6 أبريل -يوم الثلاثاء الماضي- والتي أكد فيها أن قوات الأمن المصرية التي احتلت ميدان التحرير والميادين الرئيسية التي تعتبر العلامات المميزة في مصر تعاملت مع المتظاهرين بشكل وحشي ولم تفرق بين المصريين والأجانب، والمواطنين العاديين أو الصحفيين، مؤكداً أن أحداث يوم الثلاثاء الماضي كانت دليلاً دامغاً علي أن محمد البرادعي هو الملهم لثورة التغيير في مصر. وقال جاك شينكر في مقاله في صحيفة الجارديان الذي نشر تحت عنوان «البرادعي يستطيع أن يلهم التغيير في مصر» والذي سجل فيه شهادته إن قوات الأمن اعتدت بشكل إجرامي علي المتظاهرين وخاصة الصحفيين الذين كان شينكر نفسه من بينهم وتعرض للضرب علي أيدي قوات الأمن المركزي في محاولة لمنع كل الصحفيين أو المصورين من تسجيل هذه الانتهاكات وإذاعتها فيما بعد كدليل علي وحشية التعامل الأمني مع التظاهرات السلمية في شوارع القاهرة. وروي شينكر تجربته في مظاهرات 6 أبريل، ذكر بعض الاعتداءات التي شاهدها علي المتظاهرين، والاعتداء علي البنات الذي وصل إلي حد التحرش بهن جنسياً وكسر ذراع إحدي الفتيات وضرب أخريات بعنف، فيما كشف أيضاً عن اعتداء القوات الأمنية علي أحد الشباب الذي شج رأسه وسالت دماؤه، وهو نفسه الشاب الذي طالبه - أثناء اعتقاله بفضح النظام المصري قائلاً له «عندما تعود إلي وطنك أخبر الجميع عن حقيقة الديمقراطية في مصر»، وأعرب مراسل الجارديان عن حزنه في مقاله لعدم تمكنه من التعرف علي شخصية هذا الشاب. وأشاد الصحفي البريطاني في مقاله ببيان الدكتور محمد البرادعي - المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية ورئيس الجمعية الوطنية للتغيير- الذي أكد فيه أن الاعتداء علي المتظاهرين في يوم الثلاثاء الأسود يعد إهانة لكل المصريين، حيث أشار شينكر إلي أن البرادعي أصبح أمل كل المصريين في مسألة التغيير خاصة مع الاهتمام الإعلامي المحلي والدولي الذي حازه منذ عاد إلي مصر منذ أسابيع قليلة والمصداقية التي يتمتع بها في المجتمع الدولي. إلا أن جاك شينكر أوضح في مقاله أن البرادعي - برغم كونه ملهماً للتغيير في مصر- قد وضع في أزمة حقيقية بسبب التركيز الإعلامي القوي عليه والذي أظهره للناس باعتباره المنقذ الوحيد للمصريين من أزماتهم الحالية، وهو ما يدركه أنصاره أيضاً، مشدداً علي خطورة هذه المسألة، حيث إن دعاة الديمقراطية في مصر يرون أنه إهدار لتاريخ المصريين في النضال من أجل الديمقراطية عبر سنوات طويلة من الحكم الاستبدادي لتركيزه علي شخص واحد وليس علي فكرة التغيير ذاتها. ونقل مراسل صحيفة الجارديان البريطانية عن الكاتب والروائي علاء الأسواني قوله له «إن المسألة ليست البرادعي فحسب، فالبرادعي يمثل لنا كل ما نقاتل من أجله، ولكنه جاء في الليل بينما كنا نناضل طوال اليوم»، فيما نقل عن الناشط السياسي والمدون الشهير حسام الحملاوي قوله «بالنسبة لي المسألة ليست مسألة البرادعي أو الرئاسة في حد ذاتها، فمن سيأتي كرئيس لاحقاً في ظل الحالة السياسية الراهنة سيفعل نفس ما يفعله مبارك، ولذلك يجب ألا نهتم بالتغيير الظاهري بل يجب أن نحقق التغيير الجذري». وأضاف جاك شينكر في مقاله أن المثير للاهتمام في كلام البرادعي هو تأكيده الدائم أنه لا يسعي في المقام الأول إلي الحصول علي منصب رئيس الجمهورية وإنما يسعي إلي إحداث تغيير دستوري وتغيير سياسي واجتماعي يجعل المصريين قادرين بشكل حر وديمقراطي علي اختيار من يحكمهم وهو ما جعله يصر علي عدم الترشح من خلال حزب معين، والترشح كمستقل لانتخابات الرئاسة بعد تعديل الدستور والسماح للمستقلين بالترشح.