اهتمت صحيفة لوس أنجلوس تايمز بتسليط الضوء على انتشار ما أسمته بظاهرة التحرش الجنسى فى شوارع القاهرة، وقالت فى تقرير أعده مراسلها بالقاهرة أن التحرش بات مظهراً مرتبطاً بمظاهر الاحتفال بالأعياد فى مصر. وتناقلت وسائل الإعلام المصرية أنباء بتعرض أكثر من 300 سيدة وفتاة للتحرش الجنسى أثناء عطلة عيد الأضحى المبارك، وتفاوتت هذه الحالات التى لم تنفها أو تؤكدها وزارة الداخلية ما بين إهانات لفظية واعتداءات جسدية. ونقلت الصحيفة، عن عميد جامعة الأزهر السابق، آمنة نصير قولها "شبابنا لا يمتلك ما يملأ به حياته سوى التليفزيون والإنترنت، والآن تفاقمت عندنا مشكلة الزواج المتأخر، وعندما تجتمع كل هذه الظروف معاً ينتج عنها مشاكل اجتماعية مثل التحرش". وترى لوس أنجلوس تايمز، أن هذه الظاهرة المثيرة للقلق انتشرت بشكل كبير مؤخراً، خاصة بعدما قللت الأسرة المصرية مراقبتها وتدقيقها على الأجيال الصغيرة، وأصبحت تسمح للفتيات بالخروج دون مراقبة من قبل الوالدين خلال الأعياد، كما أن الحراسة الأمنية تكون أكثر ليونة أيام العيد أكثر من بقية العام. وقالت الصحيفة: إن عدد الحالات التى تتعرض للتحرش تتماشى مع حيثيات دراسة أجراها المركز المصرى لحقوق المرأة فى شهر يوليو الماضى، وأظهرت أن 83% من المصريات و98% من الأجنبيات اللاتى يعشن فى مصر يتعرضن للتحرش الجنسى. وتستنكر الصحيفة كيف يعاقب قانون العقوبات أى شخص يتحرش بالقصر، ولكن الكثير من النساء اللاتى يتعرضن للتحرش يجدن صعوبة فى رفع شكاوى قضائية، لأن القضاة والمدعين يلقون باللوم على الطريقة "الاستفزازية" التى ترتدى بها بعض الفتيات، ومع ذلك، ترفض دراسة المركز المصرى لحقوق المرأة مثل هذه الإدعاءات، لافتة إلى أن 71.5 % من النساء اللاتى تعرضن للتحرش كن يرتدين الحجاب، بل إن 19.6% منهن كن يرتدين النقاب. ويعتقد أن تفشى مسألة التحرش ترتبط ببعض العوامل الدينية والاقتصادية فى مصر، فمثلاً يحرم الدين الإسلامى العلاقات غير الشرعية قبل الزواج، كما يحرم العلاقات بين النساء والرجال، وفى الوقت نفسه لا يستطيع ملايين الشباب تحمل نفقة الزواج، بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة. للمزيد من الاطلاع اقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة به.
