الحرب هى عنوان ماجرى بين مصر والجزائر، منذ مباراة القاهرة.. التى تحولت إلى معركة، بالأسلحة البيضاء والشتائم. وفوجىء المصريون بالجزائريين يشنون حربا، بالسكاكين والسنج والأسلحة،طاردوا المشجعين المصريين فى السودان، مزقوا العلم المصرى، واندلعت حرب فى الفضائيات أعلن المصريون الغضب على كل ما هو جزائرى، وانتفضوا من أجل كرامتهم. واستمرت الشتائم حتى وصلت إلى بذاءات، ضد الأمهات والدول والرموز. واندهش كثيرون، لأن تصريحات الرئيس الجزائرى عبدالعزيز بوتفليقة بعد مكالمة مع الرئيس حسنى مبارك، كانت تسير باتجاه الأخوة، لكن زحف وسلوك المشجعين الجزائريين وهجومهم على مصر ومهاجمة الشركات المصرية فى الجزائر وتدميرها ونهبها وسط صمت، وربما مشاركة من أجهزة الأمن الجزائرية، هو ما أثار الشكوك فى وجود أياد غامضة تعبث فى العلاقة بين البلدين، منها أن قطاعا كبيرا من المؤسسة العسكرية الجزائرية تنتمى إلى الأمازيغ الذين يكرهون كل ما هو عربى، دفعوا إلى مصر والسودان بمشجعين طاردوا الجمهور المصرى الأعزل، ظهرت أصابع العسكريين الجزائريين فى إشعال روح العداء ضد المصريين وأكدها الصمت الأمنى أمام نهب الشركات المصرية وحصار المصريين فى الجزائر. الخيط الثانى للأصابع الخفية، هو المصالح الاقتصادية، هناك حسد من مستثمرين عرب وتحديدا من قطر للاستثمارات المصرية الناجحة فى الجزائر، ومن سنوات هناك صحف تحصل على تمويل قطرى تهاجم الشركات المصرية التى نجحت بينما فشل الآخرون، وحسب ما أعلنته مصادر إعلامية جزائرية فإن الصحف التى قادت حملة الهجوم على مصر، تتلقى تمويلا من دولة تريد أن تحل مكان المصريين فى الاقتصاد الجزائرى. وهو ما يفسر الدور الذى لعبته قناة الجزيرة فى الأزمة وانحيازها للجزائر، وكانت الصحف الجزائرية شاركت الجزيرة القطرية حملتها فى الهجوم على مصر فى أحداث غزة، الأمر الذى يكشف أن الأمر ليس فقط مباراة كرة قدم. مشاعر قطر تجاه مصر ليست خافية، حتى لو كانت مصر لاتضع الأمر فى حسبانها على اعتبار أنها دولة كبرى، بينما قطر إمارة تبحث عن دور. لكن الرغبة فى محاربة كل ماهو مصرى طغت وترجمت إلى حرب إعلامية فى الظاهر تخفى حربا اقتصادية. كل هذه العناصر تبدو واضحة للدولة المصرية وأجهزتها، ولهذا ظهرت الدعوة لعدم التورط فى معارك تضر بوضع مصر واستثمارات المصريين فى الجزائر، والتى تتفوق فى مجالات المقاولات والاتصالات. وهى أمور يبدو أنها غابت عن بعض الرياضيين والإعلاميين والفنانين الذين غضبوا من أجل كرامة مصر و تورط بعضهم فى الإساءة لرموز الجزائر وشهدائها. ربما لأنهم لايرون أبعد من أنوفهم. ولو كانت القيادة السياسية الجزائرية أدركت من البداية خطر التصعيد وترك الأمور فى أيدى أجهزة أمنية وإعلامية تعمل بتعليمات ممولين ظاهرين أو مجهولين، لسارعت بالاعتذار للمصريين عن الإساءة وحاسبت مشعليها. و كان الأفضل أن يترك القياد للسياسيين بدلا من الالتراس ومثيرى حرب الكراهية. لقد حان الوقت ليصمت المشجعون ويتصدر السياسيون المشهد لإنهاء حرب لا تفيد أحدا. موضوعات متعلقة::: قطر تمول صحيفة الشروق الجزائرية لضرب مصر وإهانة المصريين فضائية الجزيرة.. إذا تحدثت كذبت وإذا أعلنت قطر الخصومة تفجُر هى فى العداوة!