أيد الدكتور إبراهيم قويدر المدير العام لمنظمة العمل العربية سابقا، قرار المحكمة الدولية بمحاكمة الرئيس السودانى عمر البشير فى الوقت الذى تغيب فيه محاكم عربية لمحاكمة الزعماء داخل أقطارهم، كما أعلن غضبه من مسألة الرفض المطلق التى تعلنها الأنظمة العربية، مشيرا إلى أن البشير إذا كان بريئا فعليه أن يثبت صحة ذلك. جاء ذلك فى أولى فعاليات الملتقى الفكرى العربى التى عقدت مساء أمس الأحد تحت رعاية المنظمة العربية للتعاون الدولى لمناقشة وتوقيع كتاب "نحن فى عيون التاريخ" للدكتور إبراهيم قويدر، وسط عدد من المثقفين والسفراء على رأسهم السفير اليمنى "عبد الويل الشميرى" والدكتورة حنان يوسف مدير عام المنظمة والناقد الأدبى ربيع مفتاح. ووصف الشميرى الكتاب بالعدسة المكبرة التى استطاعت أن تشخص تشخيصا دقيقا أحوال ومشاكل العالم العربى، قائلا "إننا نتفاخر بشعارات واهية واهمة لنقنع أنفسنا بأننا على صواب ونقنع من خلفنا أننا جيل النصر ونحن فى الحقيقة جيل الهزيمة"، وتابع: "الكتاب جاء سفرا يقرأه من بعدنا ولكنه وصمة عار فى جبين الحاضرين لأنه يسجل ضعفنا وهواننا". وأضاف: "استطاع إبراهيم لاقترابه من المطبخ السياسى طوال فترة عمله أن يكشف حقيقة المؤتمرات والاجتماعات العربية التى تبدأ دائما بالعناق وتبادل التحية وتتخللها تصريحات وقررات ثم تنتهى إلى لا شىء ونعود مرة أخرى وكأن شيئا لم يكن، كما تناول الكتاب الحديث عن العديد من الأنظمة السياسية فى مختلف البلدان العربية وعلى رأسها الجمهورية الليبية". وقال قويدر عن الكتاب الذى يحوى ما يقرب من 35 مقالا إنه كشف إهدار الكثير من الأموال التى جاءت سببا رئيسيا لارتفاع معدلات البطالة فى العديد من الدول، وما نجم عنها من زيادة فى معدلات الفقر وذلك من خلال الاطلاع على تقرير البنك الدولى الذى أثبت أن هناك إهدارا فى الأموال كانت تصلح للكثير من مشاريع التنمية، كما تحدث الكتاب عن كافة أشكال الفساد بداية من رشوة موظف صغير داخل أى مصلحة حكومية وصولا إلى فساد منظومة بأكملها. وأضاف "كتبت عن كل شىء يمس المواطن العربى، وهناك مشكلة حقيقية نعانى منها فى الوطن العربى وهى أننا نضرب أى تطور ثقافى يحدث بين الفئات المختلفة فى أى مجتمع، وجاء عنوان الكتاب مستوحى من عناوين إحدى مقالاته "وهو عيون التاريخ فى بنغاس" وهى مدينة ليبية، وأطالب أيضا فى إحدى المقالات بأن يكون هناك نوع من الإخاء بين المسلمين واليهود فنحن نرفض سياسة إسرائيل كدولة، ولكن لا نعيب على الديانة اليهودية أو نرفضها وهذا لابد أن نعيه". فيما أشار ربيع مفتاح إلى أن الكتاب يشبه إلى حد كبير الرواية فى بساطة لغته وسهولة استيعاب القارئ العادى له، ورغم تجول المقالات بين قضايا متخصصة عديدة كالسياسة والاقتصاد والاجتماع إلا أنه حافظ على طابعه الشعبى، وجعلنا نناقش مشكلة العالم العربى التى تتلخص دائما فى "من أين نبدأ؟" وقى رأيى علينا أن نبدأ بأنفسنا، بالإصلاح ولو داخل منظومة واحدة ولو تكن التعليم أو الصحة حتى تنتقل عدوى النجاح والإصلاح لسائر المنظومات".