العلاقة المفقودة بين مهرجان القاهرة السينمائى الدولى وعناصر النجاح المتمثلة فى الجمهور والمنتجين، مازالت سؤالاً مطروحاً بعد أن تحول إلى جزيرة منعزلة تحيطها القطيعة من كل اتجاه، وتحديداً السوق الدولى للمهرجان والذى يقاطعه منتجو السينما، عدا الشركة العربية للإنتاج والتوزيع الوحيدة المشاركة فى السوق الذى لم يتجاوز عدد أجنحته 5 أجنحة ،ومعظمها لجهات تابعة للدولة، وهى صندوق التنمية الثقافية واتحاد الإذاعة والتليفزيون ومحافظة الوادى الجديد، والشركة العربية للسينما، إضافة إلى دولة الهند ضيفة الشرف، وذلك فى سوق مهرجان دولى معترف به دوليا يأخذ الترتيب رقم 11 على مستوى العالم. من المفترض وجود علاقة بين المهرجان وصناع السينما، وأن يكون ضمن الأهداف الأساسية للمهرجان وجود عملية تسويقية بين الشركات ،لتفتح أسواقاً جديدة لأفلامها، وهو أمر هام لأى مهرجان فى العالم أهم بكثير من الحصول على جوائز وخصوصاً فى مهرجان القاهرة الذى لا يتجاوز سقف جوائزه 100 ألف جنيه، وفى هذا السياق يعلق المخرج داود عبدالسيد صاحب التجارب المتعددة، أن سوق الفيلم لأى مهرجان بالنسبة للمنتج يمثل الأهمية الأكبر، حتى من مسابقات المهرجان نفسها، لأنه العامل المحفز له على المشاركة إذ يفتح المهرجان أسواقاً جديدة للمنتج فى تسويق أفلامه ومعرفته على موزعين جدد من دول مختلفة، وبدلاً من أن يحصر توزيع أفلامه فى مصر فقط، وفى عدد محدود من دور العرض، وفكرة وجود مهرجان بالأساس هدفها تسويقى وليس لمجرد تسابق الأفلام، ولنا فى مهرجان دبى نموذج، فهو بدأ أصلاً كسوق للفيلم ثم تطور ليكون مهرجانا. سهير عبدالقادر مدير المهرجان التنفيذى، والمشرف على السوق قالت ل«اليوم السابع»: السوق بتاعنا صغيرة ولكنها مركزة على الدولة ضيف الشرف، وهى الهند فى هذا العام، والعام الماضى كانت إسبانيا، والهدف منها جمع الشركات المصرية الموزعة للأفلام، للدولة ضيف الشرف وكذلك التليفزيونات المختلفة وشركات الإنتاج المصرى، بهدف أن يحصل تبادل وبيع وشراء بينهم، التليفزيونات تشترى أفلاما بدلاً من أن تسافر للخارج. عبدالنبى ناصر نائب رئيس القطاع الاقتصادى قال إن «اتحاد الإذاعة والتليفزيون مواظب على المشاركة فى سوق مهرجان القاهرة السينمائى منذ سنوات، ومجرد المشاركة قيمة فى حد ذاتها، لأن الاتحاد يجب أن يشارك فى أى مهرجان بالعالم ورغم ذلك فهى ليست مشاركة روتينية إنما تسفر عن مكاسب، فالاتحاد فى العام الماضى نجح فى بيع عدد من أفلامه ومسلسلاته التى يملكها، القديمة منها والحديثة». أما الناقد عصام زكريا فيقول «مستوى السوق دليل على تراجع حجم ودور المهرجان عاما بعد آخر على المستويين الإقليمى والعالمى، سوق مهرجان القاهرة مجرد سوق روتينية لا تعبر عن أى حركة تسويقية داخل الفعاليات.