من يرى عبدالله رجب 23- سنة- طالب بالفرقة الثالثة كلية أصول الدين جامعة الأزهر نهاراً فى كليته، لا يعرف إن هو هو عبد الله رجب افتتح محل فول وطعمية فى كفر غطاطى. يقول عبد الله: «صحيح أنا اتولدت فى منشأة ناصر وعشت فيها معظم حياتى، بس كنت شاطر ودخلت مدرسة أزهرية فى الدراسة، كنت بروح يومياً من الدويقة للدراسة، واتعلمت من أبويا تحمل المسئولية بدرى، اشتغلت من وأنا فى السنة السادسة الإبتدائية، يمكن لأنى كنت الولد الوحيد على أربع بنات، لذلك فكرت من أربع سنين أعمل حاجة أكبر، أساعد بيها نفسى وأهلى، اشتغلت شوية فى محلات فول وطعمية، وبعدين قدرت السنة دى آخد محل بالإيجار فى كفر غطاطى وأخدت أوضة هناك، وآهى ماشية». بأصحى من الفجر وأروح أفتح المحل وأجهز حاجتى، وأخلص يادوب على الظهر، أحيانا بكون تعبان ولا أستطيع الذهاب إلى الكلية فى الدراسة، وساعات بآجى على نفسى وأروح، وأرجع هلكان وأنام علشان أصحى تانى يوم الفجر، وأشوف أكل عيشى، لأن كمان والدى كبر فى السن دلوقت، وقاعد مع والدتى وإخواتى البنات فى الدويقة فى بيت متعرش بكراتين، والعيشة هناك صعبة، ولازم أساعده فى المصاريف. وليه مسكنتوش كلكم فى كفر غطاطى؟ - لأننا أصلا من سكان الدويقة ومدارس إخواتى البنات هناك ونقلهم صعب، وكمان مستنيين دورنا فى «الحصر» مساكن بديلة زى ما وعدونا ولسه محصلش حاجة. حديث عبد الله يتراوح ما بين الحزن والفرح، يقول:« قبل ما اشتغل فى الفول والطعمية، رحت مرة سوق العبور أبيع جرادل بلاستيك، ولما بعتها بسعر أقل من اللى فى السوق، المعلمين الكبار اتلموا عليا وضربونى، وده أكتر موقف حسيت فيه بالقهر. حلمى بعيد، ودخلى فى الشهر مبيكملش 400 جنيه، وأنا بحب القراءة وشراء الكتب، عندى دراسة بمصاريفها، وعندى عيلة محتاجة. لمعلوماتك... 300 ألف طالب جامعة، يعملون لإعالة أسرهم مثل عبدالله، حسب إحصاءات رعاية الشباب، من بين 1.8 مليون طالب جامعة.