نفى رئيس الوزراء الصينى "وين جيا باو" أن تكون المساعدات الاقتصادية التى تقدمها بلاده للدول الأفريقية مقدمة لاستعمار جديد للدول الأفريقية أو أن بلاده تتخذ من هذه المساعدات مبررا لنهب الموارد الطبيعية فى أفريقيا. وقال باو، فى مؤتمر صحفى على هامش الاجتماع الوزارى لمنتدى التعاون الصينى الأفريقى بشرم الشيخ، إننى أعتقد أن القول إن الصين تنهب الموارد الطبيعية فى أفريقيا وتقوم بما يسمى بالاستعمار الجديد أمر ليس جديدا ولا يستحق أن أعلق عليه. وأكد أن العلاقات الصينية الأفريقية ليست وليده اليوم وإنما تمتد جذورها لنصف قرن مضى، مشيرا إلى أن الصين ساعدت فى بناء السكك الحديدية فى تنزانيا، وبالرغم من ذلك لم تطلب جراما واحدا من المعادن. وأوضح رئيس الوزراء الصينى، أن حجم التجارة بين الصين والدول الأفريقية ارتفع من 50 مليارا ل 100 مليار دولار والاستثمارات الصينية حتى فى ظل الأزمة المالية العالمية زادت بنسبة 77 % فى الوقت الذى تقلصت فيه الاستثمارات من الدول الأخرى. وشدد رئيس الوزراء الصين على أن المساعدات الصينية لأفريقيا غير مشروطة بأى شروط سياسية، مضيفا أن بلادة ليست أكبر مستورد للنفط من أفريقيا حيث تستورد 13 % فقط من النفط الأفريقى، والاستثمارات الصينية فى مجال الغاز والنفط تشكل 16 % فى أفريقيا. وتساءل باو، عن السبب الذى يتم فيه توجيه هذه الاتهامات للصين ، قائلا هل هذا رأى أفريقيا أم الآخرين، وأضاف باو هناك بيت شعر صينى يقول إن "الصداقة مثل الذهب لا يمكن أن تنهار حتى فى الظروف القاسية". وأكد رئيس الوزراء الصينى، أن المساعدات الصينية لأفريقيا هى ثنائية الاتجاه، فالدول الأفريقية قدمت الدعم للصين للحصول على مقعدها الشرعى فى الأممالمتحدة ومجلس الأمن، وفى ذات الوقت دعمت الصين بقوة استقلال الدول الأفريقية وسيادتها، وجدد باو، تأكيده على أن التعاون والمساعدات الصينية للدول الأفريقية تعاون نزيه ولا يرتبط بأى شروط سياسية وهذا أمر معلوم للجميع. وقال رئيس الوزراء الصينى تعاونا مع الدول الأفريقية شفاف وعادل ويقوم على المساواة والندية، مشيرا إلى أن بلاده ركزت فى السابق فى مساعداتها للدول الأفريقية على البنى التحتية، وأنها تعمل الآن على إنشاء شبكة اتصالات فى أفريقيا .
