شهدت أروقه الاجتماع الوزارى لمنتدى التعاون الأفريقى الصينى، الذى اختتم أعماله أمس فى شرم الشيخ، حالة من الجدل عقب الاتهامات التى أطلقها وزير الخارجية الليبى موسى كوسا وممثل دول الشمال فى الاجتماع للصين ب«الإمبريالية، ومحاولة استعمار جديدة القارة السمراء»، الأمر الذى دفع رئيس الوزراء الصينى وون جيا باو إلى نفى أن تكون المساعدات الاقتصادية التى تقدمها بلاده للدول الأفريقية تمثل استعمارا جديدا للقارة، نافيا أيضا فى الوقت ذاته أن تكون بلاده تسعى لنهب الموارد الطبيعية فى أفريقيا. وأكد مصدر دبلوماسى أفريقى ل«المصرى اليوم» أن ليبيا ترى أن أفريقيا، كقارة، أكبر بكثير من مجرد الجلوس مع دولة واحدة، وإن كانت هذه الدولة هى الصين. ونفى المصدر أن تكون الانتقادات التى وجهها الوزير الليبى لبكين قد أثرت على نجاح المؤتمر وخروجه بالنتائج المرجوة منه فى زيادة التعاون الاقتصادى بين الصين والدول الأفريقية، بما يعود بالنفع على الجانبين. وقال رئيس الوزراء الصينى باو، فى مؤتمر صحفى على هامش الاجتماع الوزارى للمنتدى: «إننى أعتقد أن القول إن الصين تنهب الموارد الطبيعية فى أفريقيا وتقوم بما يسمى الاستعمار الجديد، أمر ليس جديدا ولا يستحق أن أعلق عليه». ونوّه باو بأن العلاقات الصينية الأفريقية ليست وليدة اليوم، حيث بدأت منذ ما يقرب من نصف قرن، مشيرا إلى أن بلاده ساعدت فى بناء السكك الحديدية فى تنزانيا، و«على الرغم من ذلك، لم تطلب برميل نفط واحدا أو حجرا واحدا من المعادن». وشدد رئيس الوزراء الصينى على أن المساعدات الصينية لأفريقيا «غير مشروطة بأى شروط سياسية». وتساءل باو عن السبب الذى يتم فيه توجيه مثل هذه الاتهامات للصين، وقال: «هل هذا رأى أفريقيا أم الآخرين؟». وأكد رئيس الوزراء الصينى أن المساعدات الصينية لأفريقيا هى ثنائية الاتجاه، مشيرا إلى أن الدول الأفريقية قدمت الدعم للصين للحصول على مقعدها الشرعى فى الأممالمتحدة ومجلس الأمن، وفى الوقت ذاته دعمت الصين بقوة استقلال الدول الأفريقية وسيادتها. وأشار إلى أن بلاده ركزت فى السابق، فى مساعداتها للدول الأفريقية، على البنى التحتية حيث أقامت 3200 كيلومتر من الطرق و2200 كيلومتر من السكك الحديدية فى الدول الأفريقية، وأنها تعمل حاليا على إنشاء شبكة اتصالات فى أفريقيا. وقال: لقد أرسلت بكين العديد من الأطباء الصينيين لأفريقيا لتقديم الرعاية الصحية لأبناء القارة، وكثير من هؤلاء الأطباء فقدوا أرواحهم فى القارة. ولفت رئيس الوزراء الصينى إلى وجود تاريخ مشترك من المعاناة بين الشعب الصينى والشعوب الأفريقية، حيث عانوا جميعا من الاستعمار. من جانبه قال أحمد أبوالغيط، وزير الخارجية، ردا على سؤال حول المردود السياسى لمصر من عقد الاجتماع الوزارى لمنتدى التعاون الصينى الأفريقى بشرم الشيخ، إن هذا المردود يتمثل فى دعم العلاقات المصرية الأفريقية من ناحية، ودعم العلاقات المصرية الصينية من ناحية أخرى. وأضاف أبوالغيط فى تصريحات له على هامش المنتدى أنه عندما يأتى عشرات الرؤساء والوزراء الأفارقة، ويرون أن مصر هى الجسر بين الصين البازغة الصاعدة، وأن مصر تقدم أراضيها لهذه الرسالة فهم يقيمون، إيجابيا، هذا الدور. وأشار إلى وجود تعاون مصرى صينى على الأرض الأفريقية من خلال التعاون بين الصناديق التنموية المختلفة لمساعدة القارة، لافتا إلى أن رجال الأعمال المصريين، ورجال الأعمال الأفارقة يلتقون سويا لكى ينسقوا جهد رجال الأعمال المصريين على مستوى القارة. وقال إن الشركات المصرية مرحب بها فى أفريقيا، وإن المجتمع المصرى وشركاته لديهم قدرة كبيرة فى الدخول فيما يسمى «كورستيومات» تعمل بين الشركات المصرية ونظيرتها الصينية على الأرض الأفريقية.