سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إسرائيل تشن حملة إعلامية ضد إيران عقب الاستيلاء على سفينة الأسلحة أمام شواطئ السودان.. وتؤكد: حماس تريد استعادة ترسانة أسلحتها من طهران بعد سد مصر جميع أنفاق التهريب
شن إسرائيل حملة إعلامية قوية لتشويه صورة إيران فى العالم، انطلقت بإعلان الجيش الإسرائيلى سيطرته على سفينة محملة بالسلاح، ادعى أنها إيرانية عقب الاستيلاء عليها أمس الأربعاء، فى البحر الأحمر بالقرب من الشواطئ السودانية الإرترية، وكانت فى طريقها إلى قطاع غزة، وبالمقابل نفت إيران عبر قنواتها الرسمية صلتها بالموضوع بشكل قاطع. وكشفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية اليوم الخميس، إن إسرائيل تتواجد الآن فى صلب عملية إستراتيجية هامة، الهدف الحقيقى منها فضح إيران أمام العالم فى ظل التقارب الحاصل فى العلاقات الإيرانية- الغربية التى أفضت إليها مفاوضات المشروع النووى الإيرانى، وإحباط مساعى الغرب فى رفع العقوبات المفروضة عليها. وقالت الصحيفة العبرية أن تعليمات أرسلت إلى جميع أذرع أجهزة المخابرات الإسرائيلية، للعمل على إظهار وجه إيران الحقيقى وتوضيح أنها لم تغير جلدها أبداً، وأنها مستمرة فى مساعى إنتاج القنبلة النووية، وتمويل الإرهاب فى كل زاوية فى العالم وليس فى منطقة الشرق الأوسط فقط. وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن عملية ضبط السفينة، هى بمثابة حادث هام من الناحية الإستراتيجية، وتوقيته ليس سيئا فهو ترافق مع تواجد رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، للمشاركة فى مؤتمر ال"إيباك" من أجل محاولة إقناع الأمريكيين بان إيران لا تزال العدو الحقيقى. وقالت الصحيفة العبرية، إن هذه العملية تندرج ضمن الجهود المكثفة التى تبذلها إسرائيل منذ أعوام وفق سياسات إستراتيجية واضحة، لمنع وصول أسلحة متطورة تخرق التوازن العسكرية فى المنطقة إلى حزب الله أو تنظيمات قطاع غزة. وفى المقابل، نفى نائب وزير الخارجية الإيرانى للشئون العربية والإفريقية أمير عبد اللهيان، أمس فى تصريحات صحفية، أن تكون الأسلحة المضبوطة كانت قادمة من إيران فى طريقها إلى جماعات مسلحة فى قطاع غزة. فيما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية خلال تقرير لها اليوم عن الموضوع نفسه، أن عملية السيطرة على السفينة المحملة بالصواريخ التى كانت موجهة إلى قطاع غزة لم تحظى بتغطية واسعة من قبل وسائل الإعلام العالمية، وإنها اكتفت فقط بالنقل عبر وسائل الإعلام الإسرائيلية. وأضافت يديعوت أن حالة من الغضب سادت الأوساط السياسية والعسكرية الإسرائيلية بسبب عد اهتمام العالم بشكل عام وقادة الدول الغربية بشكل خاص عقب نشر الأنباء التى وصلتهم عن عملية السيطرة على السفينة فى قلب البحر الأحمر، وذلك نظراً لاهتمامهم فى الأزمة الشديدة بين أوكرانيا وروسيا والتى من الممكن أن تتطور بسهولة وبسرعة كبيرة لأن تكون حرب شاملة. وأضافت الصحيفة العبرية أن كلاً من شبكة CNN الأمريكية وشبكة الBBC البريطانية وكذلك صحيفة ال"نيويورك تايمز" الأمريكية لم يدرجوا خبر السفينة فى الأعمدة والصفحات الرئيسة لها سواء فى الأخبار التلفزيونية أو حتى على مواقعها الإلكترونية. وقالت يديعوت إنه على الرغم من أن صحيفة "الجارديان" البريطانية وضعت على صفحتها الرئيسية صورة للصواريخ الإيرانية، لكن الخبر لم يحظى بالمكان البارز، وأدرجت خبراً حول تصعيد المواقف بين أوكرانيا وروسيا حول اندلاع حرب متوقعة بينهما. وأشارت يديعوت إلى أن صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أظهرت البيان الذى خرج به المتحدث باسم البيت الأبيض حول مشاركة الاستخبارات الأمريكية فى العملية فى الصفحة الرئيسية للصحيفة، لكنها فى مكان ليس ببارز. وأوضحت الصحيفة العبرية إلى أن الأزمة فى أوكرانيا حظيت فى العديد من الصحف العالمية والإقليمية بالعناوين الرئيسية وإلى تحليلات معمقة، فى حين حتى اللحظة لم تعنى الصحف العالمية بالعملية العسكرية التى نفذها سلاح البحرية الإسرائيلى. وأشارت يديعوت إلى أن وسائل الإعلام العربية لم يقوموا بصرف أنظارهم عن العملية، بل وخرجت أخبار عاجلة عبر بعض القنوات، حيث تم تخصيص وقت لتغطية الحدث، أما فى شبكة "سكاى نيوز بالعربية" فقد أبرزت عنواناً يقول "إسرائيل سيطرت على سفينة أسلحة فى البحر الأحمر". وفى سياق تكريس جميع الصحف الإسرائيلية عناوينها وصفحاتها الرئيسية، اليوم، لعملية الاستيلاء على سفينة الأسلحة فى البحر الأحمر، نشرت صحيفة "هاآرتس" تفاصيل الاستيلاء على السفينة "klos c" موضحة أنها كانت ترفع علم بنما وعلى متنها طاقما ضم 17 شخصاً، وتمت السيطرة عليها فى البحر الأحمر، على مسافة 1500 كيلومتر من إسرائيل، وتم خلال تفتيش السفينة العثور على 150 حاوية فيها عشرات الصواريخ متوسطة المدى من طراز M-302، وهى صواريخ سورية الصنع استخدمها حزب الله ضد إسرائيل خلال حرب لبنان الثانية. وقال ضابط رفيع فى الجيش الإسرائيلى للصحيفة العبرية: "إننا نعرف بالتأكيد أن إيران تقف وراء هذه العملية"، فيما ابرز رئيس الحكومة الإسرائيلية ووزير دفاعه موشيه يعلون، فى بيانيهما، أمس، دور إيران فى عملية التهريب. وقال البيت الأبيض، أمس، إن الولاياتالمتحدة تعاونت مع إسرائيل، وأن الجهات الأمنية الأمريكية كانت على اتصال مع الجهات الإسرائيلية منذ انطلاق السفينة. وتأمل إسرائيل أن تساعدها الأدلة التى سيتم التوصل إليها، على الإثبات للدول العظمى الست التى تفاوض إيران، بأن إيران تواصل تضليل الغرب، رغم اللهجة الودية التى تظهرها خلال المفاوضات. وكان قسم الاستخبارات فى القيادة العامة للجيش الإسرائيلى، واستخبارات سلاح البحرية قد تعقبا عملية التهريب منذ عدة أسابيع، بمساعدة الموساد. وتؤمن القيادة العسكرية الإسرائيلية بأن إيران هى الدماغ الذى وقف وراء عملية التهريب، وأن سوريا قامت بتزويد الصواريخ فقط بناء على طلب من طهران. وحسب المعلومات التى نشرتها الصحف العبرية، فقد تم نقل الصواريخ جوا من مطار دمشق الدولى إلى إيران، وتم شحنها فى ميناء "بدر عباس" على متن السفينة التى انطلقت نحو المحيط الهندى قبل عشرة أيام، فى طريقها إلى ميناء السودان. وحسب بيان صار من الجيش الإسرائيلى فقد أبحرت السفينة أولا باتجاه الشمال، نحو العراق، فى عملية تضليل، وهناك تم تحميل 50 حاوية أسمنت على متن السفينة ومن ثم واصلت طريقها نحو السودان، وأنه فى صباح أمس، قبل يوم من موعد وصولها إلى السودان، اعترضها "الكوماندوز" البحرى الإسرائيلى وسيطر عليها. وأشرف قائد سلاح البحرية الجنرال رام روتنبرج على العملية من داخل سفينة صواريخ إسرائيلية، فيما اشرف قائد هيئة الأركان الجنرال بينى جانتس على العملية من مقر وزارة الدفاع فى تل أبيب. وبعد السيطرة على السفينة تم تفتيشها وعثر فى البداية على صواريخ يصل مداها إلى 90 كم، لكن الجيش الإسرائيلى تكهن بوجود صواريخ ذات مدى أطول يصل إلى 200 كم، وتم توجيه السفينة إلى ميناء إيلات، حيث يتوقع وصولها إلى هناك بعد يومين. وسارعت إسرائيل إلى إعلان سيطرتها على السفينة خاصة بعد أن تبين لها وجود مواطنين أتراك بين أفراد الطاقم، الذين كما يبدو من التحقيق معهم لم يعرفوا ما تحويه الحاويات. وحسب بيان الجيش الإسرائيلى فإن الصواريخ التى تم ضبطها يمكنها حمل رؤوس حربية بوزن 150- كجم، وكان من شأنها تهديد منطقة القدسالغربية وتل أبيب بل وأجزاء من شمال إسرائيل، وأبار التنقيب فى البحر المتوسط. وقال جانتس إن الحرب ضد تهريب الأسلحة من الشمال والجنوب متواصلة"، فيما قال نتانياهو بعد الإعلان عن العملية: "أنه فى الوقت الذى تتحدث فيه إيران مع القوى العظمى، وتبتسم وتدلى بأقوال لطيفة، تقوم بإرسال أسلحة فتاكة إلى التنظيمات الإرهابية عبر شبكة متشعبة من العمليات السرية حول العالم، وكل ذلك بهدف توفير صواريخ وأسلحة لقتل الأبرياء"، على حد زعمه. وأضاف نتنياهو: "هذه هى إيران الحقيقية ويجب منعها من الحصول على سلاح نووى". وقال وزير الأمن، يعلون، أنه تم العثور على متن السفينة على أسلحة ذات أهمية إستراتيجية، قائلا: "ثبت مرة أخرى أن إيران هى أكبر مصدر للإرهاب فى العالم، وهدفها زعزعة الاستقرار فى الشرق الأوسط". وفى السياق نفسه، نقلت صحيفة "يسرائيل هايوم" الإسرائيلية عن الجنرال احتياط يعقوب عميدرور، الرئيس السابق لقسم البحث فى الاستخبارات العسكرية ورئيس مجلس الأمن القومى، سابقا، تعقيبه على الاستيلاء على سفينة الأسلحة، قائلا: "إن أهمية هذه العمليات يكمن فى أن كل نجاح يعنى أن الجانب الآخر سيجد صعوبة أكبر فى التخطيط للعملية القادمة، وتهريب الأسلحة أو القيام بعمل عسكرى. فنجاح الجيش الإسرائيلى يجعل من عمليات الجانب الآخر نادرة". وأضاف عميدرور أنه يتم الوصول إلى عمليات كهذه بعد فترة طويلة من العمل الاستخبارى الذى يعرف عما يبحث وأين ومتى؟. ففى السنوات الأخيرة سجل الجيش الإسرائيلى نجاحا جيدا فى العمليات وأظهر أكثر من مرة أن لديه القدرة على الوصول إلى أى مكان. وقال عميدرور إن المسئولين فى المخابرات يقومون بعمل ممتاز يتيح للكوماندوز تنفيذ المهمة فى قلب البحر، وبما أنه يمنع على إيران الاتجار بالأسلحة بفضل الحظر المفروض عليها فإن إسرائيل لن تتعرض إلى انتقاد دولى فى هذه العملية. وفى المقابل، قال الناطق بلسان وزارة الداخلية، إن الهدف من هذا التقرير هو تبرير مواصلة حصار قطاع غزة. واعتبرت صحيفة "معاريف" خلال تقرير أخر لها حول الموضوع نفسه، إن الهدف الأساسى من السيطرة على سفينة الأسلحة هو كشف الخداع الإيرانى للعالم الغربى، فى ظل المعركة الإستراتيجية التى تخوضها ضد التحمس الغربى لمفاوضة إيران وتخفيف العقوبات المفروضة عليها بسبب مشروعها النووى. وأوضحت معاريف أن إسرائيل ملتزمة منذ عدة سنوات بسياسة إحباط وصول الأسلحة ذات الأهمية الإستراتيجية إلى حزب الله فى لبنان وإلى جهات فى غزة، وإن عملية الاستيلاء الأخيرة تكتسب أهمية خاصة فى ما يتعلق بغزة، فى ضوء الأضرار الجسيمة التى لحقت بمنظومة الصواريخ بعيدة المدى التى كانت تملكها حماس والجهاد الإسلامى، خلال عملية "عامود السحاب" قبل سنة وأربعة أشهر. وأضافت الصحيفة العبرية أنه منذ ذلك الوقت تستصعب حماس والجهاد الإسلامى استعادة الترسانة التى كانت تملكها عشية العملية، لأن النظام المصرى الحالى فى مصر نجح تماما بسد أنفاق التهريب فى منطقة رفح، بينما تمتد جهود إسرائيل فى مكافحة التهريب إلى منطقة الشرق الأوسط كلها، على حد قولها.