سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سعيد كلاكيت.. عندما تتحول الكوميديا إلى "افتعال".. وعنصر المفاجأة إلى "حل مهروس فى 100 فيلم".. عمرو عبد الجليل ينحت نفسه ويكرر شخصية المواطن الغلبان أبو دم خفيف
نقلا عن اليومى : يعرض حاليا فى دور العرض السينمائية المصرية فيلم «سعيد كلاكيت» بطولة عمرو عبدالجليل وعلا غانم والفنانة الشابة سارة سلامة والفنان القدير أحمد فؤاد سليم والطفلة رودى العميرى، تأليف محمد علام وإخراج بيتر ميمى. ويعد الفيلم محاولة لتقديم عمل سينمائى يمزج بين الكوميديا والدراما وعناصر التشويق، من خلال القفشات والنكات التى يطلقها بطل الفيلم «سعيد» الشهير ب«كلاكيت» الذى يجسد دوره عمرو عبدالجليل، ويعمل فى السينما كعامل كلاكيت لكن تسوقه الأقدار إلى التورط فى جريمة قتل، لتنكشف خيوط وتفاصيل كثيرة مع تعاقب مشاهد العمل، وحاول المخرج أن يضع نهاية غير متوقعة للفيلم، لكنها محاولة لم تكن موفقة تماما، خصوصا أن الفيلم يحاكى عدة أعمال عربية وأجنبية عرضت مؤخرا، ومنها فيلم أحمد حلمى «آسف على الإزعاج» والذى كان بطله يعانى من انفصام فى الشخصية ويتخيل شخصيات لا وجود لها. لكن يحسب لمخرج العمل بيتر ميمى أنه حرص على عدم التطويل فى بداية الفيلم لكى يدخل فى قصة العمل مباشرة، فبعد مشاهد قليلة من بداية الفيلم بدأت الأزمة الرئيسية لبطله «كلاكيت» وهى اختفاء ابنته «أمنية» فى ظروف غامضة، ليكتشف أن هناك رجلا يتصل به هاتفيا ويطلب منه أن يقتل ممثلا دخل إلى مجال الوسط الفنى وأصبح نجما بسبب والدته المنتجة رغم أنه يفتقر إلى أبسط مفردات التمثيل ولا يمتلك الموهبة، ويعتمد على أموال والدته التى تمتلك شركة إنتاج كبيرة وتفرضه عنوة على المنتجين. ويتفق الرجل المجهول مع كلاكيت على أن يعيد إليه ابنته بعد أن ينفذ مهمته ويقتل الممثل، كما أن فى حياة بطل الفيلم امرأة أخرى «حنان» تسكن بجواره فوق أسطح إحدى العمارات، ويعاملها «كلاكيت» بقسوة شديدة ويتهمها دائما بأنها امرأة ذات سمعة سيئة رغم أنها تعامله بلطف شديد وتدعو الله دائما أن يخرجه من محنته، ومع تطور الأحداث يرتكب «كلاكيت» جريمة القتل ويعترف على نفسه، ليتم الاكتشاف من خلال التحقيقات العديد من التفاصيل الهامة والمؤثرة والتى تقلب أحداث العمل رأسا على عقب عندما تخبر «حنان» الشرطة بأن «كلاكيت» يعانى من انفصام فى الشخصية. أداء عمرو عبدالجليل فى العمل وشخصيته صورة مكررة من أفلام «حين ميسرة» و«كلمنى شكرا» و«صرخة نملة»، فهو الشاب المطحون الذى يعيش فى منطقة عشوائية وخفيف الظل ويطلق إيفيهات باستمرار، ويبدو أن نجاحه فى تجسيد تلك الشخصية جعله يصر عليها ويتمسك بها ليعيد نفسه، والمفارقة أن تلك الشخصية تجد تجاوبا كبيرا من الجمهور الذى لا يمل من أداء عمرو عبدالجليل لها. أما باقى الممثلين المشاركين فى العمل بخلاف علا غانم والفنان القدير أحمد فؤاد سليم فجاء أداؤهم مفتعلا، مما أثار ضحكات الجمهور فى صالة العرض، رغم أنهم من المفترض يؤدون مشاهد جادة ودرامية ومنهم الأردنى نضال نجم الذى جسد دور ضابط شرطة، وأيضا سلوى عثمان التى جسدت دور والدة ممثل شاب. كما كانت هناك الكثير من المشاهد المفتعلة والتى حاول فيها المخرج بيتر ميمى فقط أن يخلق جوا من «التشويق» ومنها المشاهد الخاصة بفيلا المنتج أو «أحمد فؤاد سليم» فى الفيلم، ومشاهد الفلاش باك الخاصة بكشف اللغز فى نهاية الفيلم، كما أن هناك بعض المشاهد التى تم «حشوها» فى الفيلم من أجل الكوميديا فقط، ومنها مشاهد حديث «كلاكيت» مع بائعة أسفل منزله. ويشارك فى العمل الفنان الكوميدى محمد شرف الذى ظهر فى دور لا يناسب إمكانياته الفنية كممثل كوميدى يمتلك موهبة متميزة وله تاريخ فنى كبير، حيث ظهر فى «سعيد كلاكيت» بدور مدير إنتاج سينمائى ويطلق بين الحين والآخر إيفيهات كوميدية نالت إعجاب الجمهور، ورغم قصر دوره فإنه استطاع أن يخلق حالة من الكوميديا داخل العمل، لكنه ليس الدور الذى ينتظره جمهور السينما من محمد شرف الذى يبدو أن عشقه للسينما هو ما جعله يوافق على هذا الدور.