قال: «لو بإمكانى تغيير قوانين الفيفا.. لطلبت تأهل الجزائر ومصر معا للمونديال»، كان هذا رد عز الدين ميهوبى وزير الإعلام الجزائرى فى حواره مع «اليوم السابع» والذى شدد خلاله على الدور الهام للإعلام المصرى والجزائرى فى تهدئة الأجواء بين الشعبين الشقيقين قبل وبعد وأثناء اللقاء الهام الذى يجمع منتخبى البلدين 14 نوفمبر القادم فى الجولة الختامية للتصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010 والتى ستحسم بطاقة التأهل للمجموعة الثالثة، حوار هام ومثير مع وزير الإعلام الجزائرى عبر الهاتف خاض فيه ميهوبى فى كل نقاط الخلاف. نقوم بعمل مبادرة إعلامية بالتنسيق مع بعض الزملاء من الصحف الأخرى لتهدئة الأجواء بين الشعبين المصرى والجزائرى قبل المواجهة المرتقبة فما تعليقك على هذه المبادرة؟ - بدون شك نحن كوزارة الإعلام الجزائرية نبارك هذه الخطوة من الإعلام المصرى الشقيق، خاصة أن مهمة الصحافة والإعلام بشكل عام التأثير على الشارع لتخفيف حدة التشنج العصبى غير المبررة لدى الجماهير ولا تعمل على «تأجيج المشاعر» يقصد إثارة مشاعر الجماهير - وأريد أن أوجه رسالة لجمهور المنتخبين أن هذه المباراة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة فى تاريخ مواجهات المنتخبين كما أنها فى النهاية مجرد مباراة فى كرة القدم بين 22 لاعبا ولا يجب أن تتحول إلى خلاف بين شعبين شقيقين. تم الإعلان من جانبكم عن تهدئة الأجواء فى الوسائل الإعلامية الجزائرية ولكنها واصلت الهجوم على المنتخب المصرى من خلال بعض التصريحات؟ - الإعلام الواعى لا يقف عند تصريحات لاعبين مستفزة وإن كنت أستنكر خروج مثل هذه التصريحات من لاعبى المنتخب الجزائرى أو المصرى، ولكن هناك بعض الأقلام تأخذ تصريحات اللاعبين بمحمل سيئ على غير قصد اللاعبين، فمثلا قبل اللقاء الأول أكد ميدو أنه سيمزق شباك المنتخب الجزائرى وأنا أرى أن هذا التصريح عادى لأنه مهاجم ويقصد به تحميس زملائه ونفس الأمر بالنسبة للاعبى الجزائر، وأريد أن أوجه رسالة للإعلام فى البلدين بضرورة النظر إلى نصف الكوب المملوء بمعنى العمل على إبراز الجانب الإيجابى فى أى خبر أو تصريح حول المباراة. وما دور الإعلام الأمثل من وجهة نظرك؟ - على الإعلام ألا يفكر بمنطق الجمهور العادى وألا ينزلق إلى المستوى الفكرى للمواطن البسيط ويحافظ على متانة العلاقات بين البلدين، وهذه العلاقات لا أبدعها أنا أو أنت ولكن هى علاقات تاريخية فى كل المجالات سواء فى الاقتصاد أو الثقافة، وهناك عشرات الأمثلة التى تؤكد أن مصر هى الشريك الاقتصادى الأول للجزائر. ما الدور الايجابى الذى تقوم به وزارة الإعلام الجزائرية لتهدئة الأجواء قبل اللقاء؟ - عقدت اجتماعا مع كل وسائل الإعلام الجزائرية سواءً المسموعة أو المقروءة أو المرئية وطالبتهم بالبعد عن أى صورة تشوه قيمة هذا الحدث الرياضى المهم، وأيضاً الابتعاد عن صحافة الفعل ورد الفعل وضرورة التعامل مع الحدث باحترافية كبرى ومهنية عالية وإلا نسقط نحن والاعلام المصرى فى فخ الإعلام المغشوش الذى يسوق أخبارا تضر بالعلاقات بين البلدين، لهذا أقول للاعبين والجماهير احذروا هذا الإعلام المغشوش خاصة أنى عشت هذة التجربة حيث كنت قد أدليت ببعض التصريحات لصحيفة مصرية يومية حديثة بينها وبين صحيفة جزائرية توأمة ولكن ما قلته تم تحريفه ونشر كلام مغاير لما صرحت به. هل ترى خطورة على المنتخب والجمهور الجزائرى فى رحلته للقاهرة؟ - الحقيقة مصر معروفة بأنها بلد الأمن والأمان ونحن لا نخشى من أى شىء لأن مصر هى بلدنا الثانى ونثق فى واجب الضيافة من الشعب المصرى لشقيقه الجزائرى مثلما أعطى الشعب الجزائرى حق الضيافة لنظيره المصرى، كما أن الزيارة الأخيرة التى قام بها محمد روراوة رئيس اتحاد الكرة الجزائرى لمصر أدت إلى حالة من الارتياح لدى الشارع الجزائرى، خاصة أنه نقل ما حدث معه لكل وسائل الرعلام التى نقلتها بدورها للشعب الجزائرى. وماذا عن البعثة الإعلامية الجزائرية المصاحبة للمنتخب إلى القاهرة؟ - نحن بصدد وضع قائمة بأسماء البعثة الإعلامية المصاحبة للمنتخب وسيكون هذا بالتنسيق مع اتحاد الكرة الجزائرى الذى سينسق بدوره الأمر مع نظيره المصرى لضمان أفضل تغطية للمباراة. ما سيناريو المباراة فى نظرك ومن تتوقع أن يكون صاحب الإنجاز بالتأهل للمونديال؟ - إن كنت تتحدث عن النتيجة بالأرقام فلا أستطيع التكهن بها ولا أحد يمكنه الرد على هذا إلا بعد صافرة الحكم، لأن المباراة صعبة على كلا الفريقين ولكن المنطق يقول إن المهيأ نفسياً وفنياً وبدنياً هو الأحق بالتأهل وفى النهاية المباراة لا تقبل القسمة على اثنين بمعنى أن هناك فريقا سيحزن وآخر سيفرح وفقا للمعطيات التى قلتها لك فى البداية، لكن ماذا نفعل فهذه هى كرة القدم بحلوها ومرها، أما أنا عن نفسى فلو كان بيدى تغيير قوانين الفيفا كنت سأمنح بطاقة التأهل للمنتخبين معا لأنهما فريقان محترمان كرويا ومن العدل أن يصعد الأشقاء المصريون إلى المونديال مثملا أيضا من العدل أن يصعد المنتخب الجزائرى. فى النهاية نريد منك توجيه رسالة للإعلام والجمهور فى البلدين قبل المباراة الهامة؟ - أود أن أقول إن ثقتى كبيرة فى إعلام البلدين وأنهما على قدر روح المسئولية والوعى الكامل بالمهمة المكلفين بها كإعلاميين وآمل ألا تسعى بعض الأقلام المحسوبة نظرياً على الصحافة فى البلدين لتشويه المباراة أو الخروج بها من داخل المستطيل الأخضر إلى ما هو أبعد من هذا مهما كانت النتيجة ومهما كان اسم الفريق المتأهل للمونديال. كلمة للجماهير واللاعبين سواء الجزائريين.. أو المصريين؟ - عليكم مهمة ثقيلة.. العالم كله ينتظر مشاهدتنا كعرب.. وواجبكم ان تعطوا درساً لأعداء العروبة فى ستاد القاهرة.. وتنقلوا لهم ثقافتنا وحضارتنا وتحضرنا نحن العرب. لمعلوماتك... 1986 هو العام الذى بدأ فيه ميهوبى العمل بالصحافة.. 1992 هو العام الذى تم تعيينه رئيساً لتحرير جريدة الشعب الجزائرية.
