اهتم الكاتب البريطانى الكبير روبرت فيسك بتسليط الضوء على أوضاع المسلمين فى هونج كونج، وقال تحت عنوان "فى ركن بعيد من الصين توجد مساحة قليلة من الحرية للمسلمين"، إن مسلمى هونج كونج يعطون مثالاً يحتذى به لما يجب أن يكون عليه المسلم الحقيقى. ويسرد فيسك تفاصيل رحلته إلى هونج كونج قائلاً: إن وجود المسلمين فى هذا المكان لا يعلم به الكثير من السكان، فعندما سأل فيسك أحد رجال الشرطة عن المسجد الإسلامى، أشار له الرجل على معبد للسيخ. ولكنه توصل فى نهاية المطاف لإمام المسجد ليكتشف أنه من أصل باكستانى ويدعى محمد أرشاد، وحظى بقدر من التعليم فى جامعة الأزهر بالقاهرة. يقول أرشاد "نحن نتمتع بقدر كبير من الحرية والاستقلال، كما تربطنا علاقات طيبة مع قوات الشرطة"، ويؤكد أن هناك الكثير من المسلمين يعملون فى صفوف قوات الشرطة، على الرغم من أنهم يضطرون إلى التحدث باللغة الصينية، مما يدلل على العلاقات الطيبة التى تربط المسلمين بغيرهم هناك. ويذكر فيسك كيف أن المسلمين الأوائل الذين جاءوا إلى هونج كونج منذ أكثر من قرن ونصف القرن كانوا صيادين وتجارا من مالايا ترجع أصولهم إلى اليمن واستقروا فى الجزيرة لعدة أيام قرروا بعدها البقاء. ثم تلى ذلك قدوم آلاف من الجنود الهنود المسلمين مع الاحتلال البريطانى للصين عام 1841. ويثنى الكاتب فى مقاله على تمتع أكثر من مائة ألف مسلم فى هونج كونج بالحق الكامل فى العمل والحصول على رخص الإقامة، كما يشير إلى حرية الصحف المحلية فى توجيه الانتقادات إلى بعض الممارسات الصينية مثلما وقع من ظلم ومعاناة لملايين الأشخاص فى أعقاب الثورة الصينية فى 1949. ويرى فيسك أن المسلمين سعداء الحظ بهذه الحرية فى هونج كونج مثل الجميع، وباستثناء لبنان وماليزيا، لا يمكننى تخيل دولة مسلمة أكثر حرية، وهو ما يكشف لنا شيئا عن هونج كونج أو ربما عن العالم الإسلامى.