قرأت خبراً يوم الجمعة الماضى فى جريدة المصرى اليوم 2 أكتوبر2009 .. جاء فيه أن الجهات القضائية فى جدة كانت قد أصدراً حكماً بجلد خياط مصرى 60 جلدة بتهمة التحرش بفتاة سعودية خلال أخذ مقاسات جسدها، وأن والدها تقدم بشكوى للجهات الأمنية وتم استدعاء المواطن المصرى، وتم التحقيق وإحالته لدائرة العرض والأخلاق، ثم أُحيل للمحكمة التى رأت أن الوافد مُدان بالشبهة القوية، وأصدرت حكمها بجلده 60 سوط دفعة واحدة، وأصبح الحكم نهائى واجب التنفيذ الفورى بعد عرضه على هيئة التمييز بمكة، هنا لابد من وقفة للتأمل: الخياط مصرى يعنى وافد.. متهم!! الفتاة سعودية بنت البلد .. مجنى عليها!! التهمة.. شبهة تحرش بس شبهة قوية!! ملابسات الواقعة: المتهم خياط والفتاة زبونه وعايزة تفصل فستان. ممكن يكون الخياط فعلاً حاول أو تحرش بها بالفعل، وعندها يبقى الجزاء من جنس العمل. ممكن يكون مظلوم وهى بنت لعوب وأرادت تنقم منه ده لو كان كويس وبيخاف ربنا. طيب ليه من باب البعد عن الشبهات أن تذهب لخياطة، وما أكثرهن، وتبقى أرحت واستراحت. السؤال الأهم لماذا لا يصدق الخياط الوافد وكيف اطمأنت المحكمة بأن الوافد مُدان والفتاة بريئة؟.. ماذا يحصل لو حصل العكس لو تحرش خليجى ببنت مصرية وفى مصر؟ هل سيتم معاقبته؟.. أين دور وزارة الخارجية وحقوق الإنسان وحتى حقوق عين شمس؟.. وهل الخياط الوافد يتحرش بكل امرأة أو فتاة تأتى فى مشغله، فى مكان أكل عيشه؟ ونفسى أعرف ما هى أسباب اطمئنان المحكمة بإصدارها الحكم ضد الوافد؟ هل له سوابق وسمعته سيئة؟ وما مصيره لو كانت سيئة السمعة واتهمته باغتصابها؟.. فهل الحكم سوف يختلف لو كان هذا الوافد مثلاً.. مثلاً.. سعوديا؟ فى النهاية سواء الخياط متهم أو برىء، أو الفتاة جانية أو مجنى عليها كل سيلقى الله وسيحاسبه.. وفى النهاية تحضرنى أغنية: أنا مصرى وأبويه مصرى وعمى مصرى وخالى مصرى والخياط مصرى كمان مصرى.. وعجبى!!