رغم صدور قانون يجرم عملية الختان واستعانته بالدين والطب وكل الحجج والوسائل ليقنع بها المجتمع بأن الختان لا فائدة منه وأنه يؤثر بالسلب على الحياة الزوجية وعلى المجتمع نفسه، البعض استجاب والبعض رفض، لكن تبقى هوة كبيرة بين القانون وآراء الشباب التى مازلت تتمسك بالزواج من فتاة مختنة. محمد أعلن رفضه بشدة قانون تجريم الختان، مبررا كلامه بأن الحكومة عندما شرعت هذا القانون وأصدرته "مخدوش رأى الشعب، وكده يبقى القانون باطل". ورغم تأكيد الكثير من الأطباء ورجال الدين على أنه ليس هناك أدنى علاقة بين الجلدة التى يتم بترها فى عملية الختان والرغبة لدى المرأة النابعة فى الأساس من المخ إلا أن محمد محمود هاشم طالب بجامعة القاهرة يرى أن الختان واجب وضرورى لأننا فى زمن أى شىء فيه يثير المرأة ولابد أن يتم الختان ولكن بمعرفة متخصص". "الرجل عندما يفكر فى الزواج لا يبحث عن الفتاة الغربية المستثارة دائما" ذلك الرأى الخاص بمحمد الذى يرى أن تجريم الختان إنما هو استيراد لعادات غربية تبيح العلاقات ما بين الجنسين خارج إطار الزواج. وإن كان الجهل هو العذر الوحيد الذى يمكن أن نلتمسه لهؤلاء الشباب إلا أن استمرار الأطباء فى إجراء تلك العملية- الختان- يبدو غير مبرر خاصة مع علمهم بالضرر الجسدى والنفسى الذى يقع على المرأة من جراء تلك العملية إلى جانب تجريم وزارة الصحة ونقابة الأطباء وأخيراً القانون المصرى لها. وتوضح دكتورة فيفيان فؤاد مسئولة برنامج مناهضة الختان بالمجلس القومى للطفولة والأمومة أن الأطباء يقدمون على إجراء تلك العملية إما لقناعة بأن الختان من تعاليم الدين أو العادات والتقاليد التى يتلقاها من خلال بيئته التى نشأ بها، أو بسبب الجهل الطبى بالأضرار النفسية والبدنية والجنسية حيث لا يوجد منهج لتدريس تلك العملية بكلية الطب وتبقى فئة من الأطباء تنظر إلى العائد المادى دون جهد كبير فيدخل كمنافس للدايات والممرضات. أما فى البيئة الريفية فيكون الأطباء مدفوعين لإجراء تلك العملية أمام إصرار الأهل الذين ينظرون إلى الطبيب الذى يرفض إجراءها على أنه فاشل و"خائب" فضلاً عن أن تلك الممارسة تكسب الطبيب ثقتهم. حملات التوعية التى صرف عليها الملايين، لم تستطع أن تغير من اتجاه كثير من الناس حول عادة الختان والسبب كما تراه الأخصائية النفسية ميرفت العمارى يرجع بالأساس إلى استخدام لغة خطاب أبعد ما تكون عن لغة العامة "الناس متعرفش أساسا يعنى إيه ختان.. اسمها طهارة". مركز النديم للعلاج والتأهيل النفسى لضحايا العنف، أقام عدة ندوات تناولت العنف ضد المرأة وتناولت موضوع الختان باعتباره أحد أشكال العنف، حيث توضح ميرفت العمارى أن التأثير النفسى الأكبر على المرأة يكون بعد اكتشافها نتائج عملية الختان وخاصة بعد الزواج حيث تروى قصة إحدى السيدات التى تعرضت أثناء عملية الختان لكشط بعض الغدد الموجودة فى الأعضاء التناسلية والتى تفرز مادة تسبب اللذة أثناء الجماع مما سبب لها آلاما شديدة أثناء العملية الجنسية.