للمرة الأولى، أضيئت شجرة عيد الميلاد وسط مدينة يافا داخل إسرائيل - الأراضى الفلسطينيةالمحتلة عام 1948- احتفالاً بعيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام. وقال الأب قسطنطين نصار، من كنيسة الروم الأرثوذكس: "هذه هى المرة الأولى التى تتم فيها إضاءة شجرة عيد الميلاد فى يافا، وهى رسالة سلام لجميع أبناء هذه المدينة". ومضى قائلا: فى حفل كبير بهذه المناسبة مساء اليوم الأحد: "نثبت من خلالها أننا هنا موجودون، هذه الشجرة، وهذه المناسبة، هى للجميع، بمختلف الأطياف، مسيحيين ومسلمين ويهود، وهى أن نعيش جميعاً بسلام"، حيث تم وضع شجرة عبد الميلاد وسط مدينة يافا فى موقع يتوسط ميناء المدينة الشهير وحى العجمى. وتدفق نحو ألف شخص للمشاركة فى الحدث، وانتشر بينهم أشخاص يرتدون ملابس "سانتا كلوز" "بابا نويل" فى محاولة لإدخال البهجة على الحضور، ولاسيما الأطفال منهم. وكان بين الحضور بطريرك الروم الأرثوذكس، ثيوفيلوس الثالث، وممثل عن المسلمين فى المدينة، وسفراء أجانب، إضافة إلى رئيس بلدية تل أبيب، رون هولداى. وقال جورج نصار، أحد القائمين على الحدث، إن طول الشجرة يبلغ 15 متراً، وتم جلبها من الصين، وتبرع بها رجل أعمال. وعادة ما تتم إضاءة شجرة عيد الميلاد فى مدن بيت لحم والناصرة والقدس، وهذه هى المرة الأولى فى يافا، حيث قال نصار: "إنه يوم تاريخى لمدينة يافا، فبدلا من أن نذهب إلى المدن الأخرى لرؤية شجرة عيد الميلاد، فهذه دعوة للإخوة من المدن الأخرى أن يأتوا إلى يافا لرؤية شجرة الميلاد هنا". وشارك فى الاحتفال فرقة كورال كنيسة البشارة فى مدينة الناصرة بتقديم بعض الترانيم الدينية، وتخلل الحفل عروض للكشافة الأرثوذكس. ومع إضاءة الشجرة وإطلاق الألعاب النارية انتشرت البهجة بين المشاركين وتبادل العديد منهم التهانى، والتقط الكثيرون الصور التذكارية إلى جانب الشجرة المقرر أن تبقى فى مكانها لمدة شهر. ويافا هى إحدى أقدم وأهم المدن العربية فى إسرائيل، وتقع على الساحل الشرقى للبحر المتوسط، وهى الآن مدينة عربية - يهودية مختلطة، حيث يسكنها قرابة 60 ألف نسمة، غالبيتهم من اليهود، وأقلية من المسلمين والمسيحيين. وعكس هذا الاختلاط نفسه فى التجمع الاحتفالى، وإن كان غالبية المشاركين هم من المسيحيين وأقلية من المسلمين وأقل منهم من اليهود، حيث كانت يافا تُعتبر عاصمة فلسطين الثقافية قبل النكبة عام 1948، وهو العام الذى أعلن فيه قيام دولة إسرائيل على أراض فلسطينية محتلة.
