تسود المسجد الأقصى المبارك بالقدس، هذه الأثناء، حالة من التوتر، بعد اقتحام عشرات المستوطنين وجنود من الجيش الإسرائيلى لساحات المسجد، وقيام عناصر أمنية إسرائيلية بمحاصرة المصلين بالجامع القبلى المسقوف بالمسجد، بحسب أحد حراس الأقصى ومؤسسة أخرى تعنى بشؤونه. وقال الحارس، الذى فضل عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، إن "مجموعتين من المستوطنين، بينهم حاخامات يهود، اقتحمتا المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة بشكل متلاحق، وذلك قبل أن تخرجا منه بعد ساعات بسبب الحشود الكبيرة من المصلين التى تصدت لهم بهتافات التكبير والشعارات المناصرة للأقصى". وفى بيان صادر عن مؤسسة الأقصى للوقف والتراث (مؤسسة فلسطينية غير حكومية تعنى بشؤون الأقصى)، قالت فيه، إن "قوات كبيرة من الشرطة، والوحدات الخاصة والمخابرات تطوق فى هذه الأثناء (8.50 تج) أبواب المسجد القبلى المسقوف وتحاصر المصلين المتواجدين بداخله". وأشارت المؤسسة إلى أن "القوات الخاصة تنتشر فى هذه الأثناء فى باحات المسجد الأقصى، وصحن قبة الصخرة بالمسجد، فى وقت تشدد فيه الشرطة على حركة الوافدين للأقصى، وتحتجز هوياتهم بمن فيهم كبار السن". وأضافت أن "أعداداً كبيرة من المصلين والمرابطين من أهل القدس والداخل الفلسطينى (الفلسطينيون الذى يعيشون داخل مدن عربية بإسرائيل) متواجدة داخل المسجد، وهى التى أجبرت قوات الشرطة على سحب المستوطنين من باحات المسجد، بعد تصديها لهم بالتكبيرات والشعارات المناهضة لإسرائيل، والمناصِرة للمسجد الأقصى". وكان عشرات من الفلسطينيين توافدوا منذ ساعات الفجر الأولى على المسجد، استعدادا للتصدى لاقتحام محتمل من المستوطنين اليهود. وفى وقت سابق من الأسبوع الجارى، دعت منظمة "أمناء من أجل الهيكل"، التى تضم مجموعة من حاخامات اليهود ومقرها القدس إلى اقتحام المسجد الأقصى اليوم، الأربعاء، فيما دعت الحركة الإسلامية فى إسرائيل، منذ الليلة الماضية، الجماهير للاحتشاد والرباط فى المسجد لصد كافة محاولات اقتحامه، وتدعو "أمناء من أجل الهيكل" إلى هدم المسجد الأقصى وبناء "هيكل سليمان" المزعوم على أنقاضه.