دعا الرئيس مبارك فى كلمته خلال الاحتفال بليلة القدر مساء اليوم، الأربعاء، والذى أقامته وزارة الأوقاف بالقاعة الكبرى بمركز المؤتمرات جامعة الأزهر، الأمة لترك الفرقة والانقسام، وقال "إن الوقت حان لننهى خلافاتنا ونلتف حول ما يجمعنا لا ما يفرقنا؟ كى نتحدث بصوت واحد دفاعاً عن قضايانا ومصالح دولنا وشعوبنا.. إن الإسلام نهانا عن الغلو والتطرف، ودعا لمكارم الأخلاق، فأين عالمنا الإسلامى الآن من كل ذلك؟ فى معاملاتنا وسلوكنا وثقافة مجتمعاتنا". وطالب الدعاة والعلماء والكتاب والمفكرين بنشر الوعى بما دعا إليه الإسلام من القيم والمبادىء السامية، وربط تعاليمه السمحة بشواغل الناس ومشكلاتهم وتطلعاتهم، ليستمدوا منها ما يعينهم فى حركة الحياة ويدفع بهم إلى الأمام، وقال "نعمل معاً يداً بيد لنحقق نهضة دولنا وشعوبنا لنكون بحق خير أمة أخرجت للناس". كما أكد الرئيس حسنى مبارك، أن الأمة الإسلامية فى حاجة الآن أكثر من أى وقت مضى إلى وقفة مع النفس والعالم تكشف الوجه الحقيقى للإسلام، وتدفع عن المسلمين وصمة الرجعية والتخلف والتطرف، وأكد أن للمسلمين قضاياهم عادلة، وأنهم أصحاب حقوق لن يتنازلوا عنها، وأنهم طلاب عدل ودعاة سلام. وقال الرئيس مبارك "لقد استمعنا للخطاب الذى وجهه الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى العالم الإسلامى من القاهرة، ورحبنا به باعتباره فاتحة صفحة جديدة فى علاقات الولاياتالمتحدة والغرب بالمسلمين.. نتطلع مخلصين لأن تشهد هذه المرحلة تعاملاً جديداً ومغايراً يقوم على الثقة والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وبتجاوب مع القضايا العادلة للعرب والمسلمين". وفى لفتة أبوية، تبادل الرئيس مبارك الحديث مع أصغر صبيين فازا فى مسابقة القرآن الكريم، وعمرهما (الأول 7 سنوات، والثانى 8 سنوات)، وقد ربت الرئيس على كتفيهما، وسأل الصبى محمد أحمد جاويش الذى فاز بجائزة حفظ القرآن كاملاً..ماذا سيفعل بالجائزة التى حصل عليها وقيمتها 10 آلاف جنيه؟، فأجاب الطفل بأنه ينوى أن يخرج منها 1000 جنيه لمساعدة الفقراء. وألقى وزير الأوقاف الدكتور محمود حمدى زقزوق كلمة فى الاحتفال بليلة القدر، أكد فيها أن مصر ستظل حريصة على إرساء دعائم الإخاء والتسامح والسلام بين البشر جميعا من كل الأديان والحضارات.. وقال "إن رعاية مصر لقيم الإسلام وتعاليمه منذ أكثر من ألف عام من خلال الأزهر الشريف، والاهتمام الشخصى للرئيس مبارك بتوفير كل الدعم والرعاية للحفاظ على مقدسات الأمة وقيمها، هيأ لمصر دور الريادة فى العالم الإسلامى".
