"إن علينا أن نعترف بحاجتنا لوقفة مصارحة مع أنفسنا".. هكذا دعا الرئيس حسني مبارك المصريين في كلمته أمس في الاحتفال بليلة القدر، بمركز مؤتمرات الأزهر بمدينة نصر، لمراجعة أحوالنا وأحوال عالمنا العربي والإسلامي. الرئيس أوضح عبارته بضرورة التمعن في جوهر الإسلام وتعاليمه، بما يصل ماضي العرب والمسلمين بحاضرهم ومستقبلهم.. ويستلهم الإسهام العظيم لأمتنا في حضارة وتراث الإنسانية.. ونستمد منه المزيد من العزم والثقة. الالتزام بمنطق المصارحة كان الدعوة الأبرز لخطاب الرئيس مبارك إذ أضاف علينا أن نجيب - بمنطق المصارحة - عن تساؤلات عديدة.. كيف كانت أمتنا العربية والإسلامية؟ وكيف هي الآن؟ وإلي أين تمضي؟ وقال مبارك: يؤكد لنا القرآن الكريم أننا "أمة واحدة".. ويحذرنا من عواقب الفرقة والانقسام.. فهل هذا هو حالنا اليوم؟ وهل حان الوقت لننهي خلافاتنا.. ونلتف حول ما يجمعنا لا ما يفرقنا؟ كي نتحدث بصوت واحد.. دفاعا عن قضايانا ومصالح دولنا وشعوبنا. وأضاف مبارك: إن احتفالنا هذا العام بشهر رمضان الكريم يأتي ولا يزال العالم الإسلامي في مواجهة تحديات عاتية يأتي بعضها من خارجه والبعض الآخر من بين أبنائه، وهناك أمثلة عديدة للانقسام في منطقتنا العربية وخارجها.. لقد بدا عالمنا الاسلامي خلال السنوات الماضية وكأنه بات مستهدفا، وهو ما يستدعي وقفة صدق تجاه الآخر وتجاه أنفسنا. واعتبر مبارك أن خطاب الرئيس الأمريكي أوباما للعالم الإسلامي من القاهرة فاتحة صفحة جديدة لعلاقات الولاياتالمتحدةالامريكية والغرب بالمسلمين، مؤكدا أننا جزء من هذا العالم لا نملك الانعزال عنه ولابد أن نتعامل مع ما يتيحه من فرص ومكاسب. وجدد الرئيس التأكيد علي أولوية القضية الفلسطينية بين اهتمامه علي اعتبار أنها مفتاح السلام والأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، مؤكدا أن قضايا الداخل المصري لا تشغلنا عن قضايا أمتنا وأن علينا أن نحاصر قوي التطرف أياً كانت ونسعي لصالح وطننا وأمتنا. وقال مبارك: إننا نمضي في طرقنا بمجتمع متماسك .. واقتصاد عززت قوته سياسات الاصلاح.. وجيش متطور قادر .. وشعب يمتلك إمكانات بشرية ضخمة.. هي أغلي ثرواتنا.