سيطر الخلاف بين كل من سوريا والعراق على اجتماعات الجامعة العربية اليوم، التى عقدت على هامش اجتماع وزراء الخارجية العرب اليوم، الأربعاء، حيث عقد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى اجتماعاًَ وزارياً ضم وزيرى خارجية سوريا وليد المعلم ونظيره العراقى هوشيار زيبارى، وذلك قبيل بدء اجتماعات الدورة 132 لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزارى. وبحث الاجتماع إمكانية حل الأزمة التى نشبت بين الجانبين على أعقاب تفجيرات الأربعاء الدامى فى بغداد واتهام سوريا بأنها السبب فى ذلك، وعقب هذا الاجتماع تم عقد اجتماع موسع ضم عدداً من وزراء الخارجية العرب، بالإضافة إلى وزير الخارجية التركى أحمد داوود أوغلو، حيث تقوم أنقرة بدور وسيط بين بغداد ودمشق. فى هذا الإطار أشار موسى إلى أن الجامعة العربية حريصة على تطويق الخلاف وأنها لن تدخر جهداً من أجل تحقيق هذا الهدف، مؤكداً ضرورة خروج هذه اللقاءات بنتائج تؤدى إلى عودة العلاقات السورية العراقية إلى طبيعتها بل وأفضل مما كانت عليه. وأضاف موسى، أن الجامعة العربية سوف تواصل مساعيها بالتنسيق مع كل الأطراف الأخرى وفى مقدمتها الوساطة التركية التى تراها الجامعة مكملة لدورها من أجل تطويق الأزمة، مؤكداً فى هذا الصدد أنه لا يوجد تنافس بين الجامعة وتركيا فى معالجة الأزمة السورية العراقية، والأمور بشكل عام يجب أن تدار بحكمة ويستفيد كل طرف من الجهود التى تبذلها الأطراف الأخرى طالما أنها جميعها تصب فى مستقبل أفضل للعلاقات العراقية السورية. وأكد مصدر سورى لليوم السابع أن الاجتماع انتهى إلى اتفاق على عدة إجراءات بين سوريا والعراق حول الأوضاع الأمنية فى العراق وعلى الحدود بين البلدين، كما اتفقا على وقف التصعيد الإعلامى بين البلدين وطالب الوسيط التركى العراقيين بعدم الجرى وراء تدويل إلا أن وفد بغداد أصر على موقفه وأنه سيباشر العمل فى المسارين بالتوازى، حيث إجراء التحقيقات الدولية فى ظل الاستمرار فى الحوار والتفاهمات السلمية. وعلم اليوم السابع أنه تم توجيه دعوة خلال الاجتماع إلى عقد قمة ثلاثية فى أنقرة تجمع كلاً من الرئيس السورى بشار الأسد ونظيره العراقى جلال طالبانى، بالإضافة إلى الوسيط التركى، وفى هذا الإطار أكد المصدر السورى، أن الأسد سيقوم بالفعل بزيارة إلى تركيا عقب عيد الفطر مباشرة وأنها مدرجة على جدول أعمالة قبل نشوب الأزمة، إلا أن هذا البند سيتم إدراجه على أجندة الزيارة وربما يتم عقد القمة الثلاثية خلال هذه الفترة.