يعقد مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، اجتماعا عاجلا، مساء اليوم، للنظر فى اتخاذ موقف عربي جماعي تجاه الاعتداءات الإسرائيلية على قافلة «أسطول الحرية»، والذي أدى إلى مقتل وإصابة عدد كبير من المشاركين فى الأسطول من جنسيات مختلفة، بعد أن استكمل مجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين اجتماعاته ظهر اليوم، فى محاولة للاتفاق على عدد من النقاط الخلافية، حول كيفية كسر الحصار على قطاع غزة، والموقف من المفاوضات غير المباشرة. وساد جو من الترقب قبيل بدء اجتماع وزراء الخارجية، خاصة أن اجتماعات المندوبين الدائمين كشفت عن وجود خلافات عربية حول طبيعة وحجم الموقف العربي من الاعتداءات الإسرائيلية، وهو ما حاولت الجامعة تداركه من خلال استكمال اجتماع المندوبين، فى محاولة لتقريب وجهات النظر. وأشار مصدر عربي رفيع المستوى أن الخلافات تدور حول عدد من النقاط فى مقدمتها الموقف من المفاوضات غير المباشرة التى تطالب عدد من الدول العربية فى مقدمتها سوريا بوقفها كرد على الجريمة الإسرائيلية، بينما ترفض السلطة الوطنية الفلسطينية مدعومة من عدد من الدول العربية هذا الطلب بحجة أن المفاوضات غير المباشرة تجرى مع الجانب الأمريكي وليس مع الجانب الإسرائيلي. وأوضح المصدر قبيل عقد اجتماع وزراء الخارجية العرب أن الأجواء تشير إلى وجود حالة من التخبط وعدم القدرة على اتخاذ قرار عربي بكسر الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، خاصة أن ذلك يتطلب قرارا مصريا بفتح معبر رفح بشكل دائم، فى ظل رفض إسرائيل رفع الحصار. وقد انعكست حالة الانقسام على تصريحات عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية الذي رفض الإجابة على جميع الأسئلة التى طرحت عليه حول إذا ما كان العرب اتفقوا على طريقة لكسر الحصار الإسرائيلي على غزة، وأكد أن هذه الأمور سيتم بحثها خلال اجتماع وزراء الخارجية. وأكد السفير «محمد صبيح» الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة فى تصريحات خاصة ل«المصرى اليوم» أن الجامعة ستقدم الكثير من الأفكار بشأن اتخاذ موقف عربي للرد على إسرائيل على اجتماع وزراء الخارجية، إلا أنه رفض الإفصاح عنها حاليا، مشيرا إلى أنها تحتوى على أفكار جديدة. وأِشار صبيح إلى أن إسرائيل تجاوزت كل حدود المنطق والقانون بعد اعتدائها الغاشم على أسطول الحرية مما يتطلب اتخاذ مواقف حقيقية ورادعة ضد الحكومة الإسرائيلية، موضحا أن القرار الفصل سيكون لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري، الذي سيحدد طبيعة الخطوات الواجب القيام بها ضد العدوان الإسرائيلية ومحاسبة إسرائيل، وملاحقة مقترفي الجريمة. وطالب اللجنة الرباعية الدولية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي بعدم الاكتفاء بإدانة ما جرى، بل القيام بخطوات عملية رادعة تضمن فك الحصار عن قطاع غزة، وكذلك ردع إسرائيل لعدم القيام بانتهاكات مماثلة في المستقبل. ومن جانبه، أكد مندوب سوريا فى الجامعة العربية أن بلاده ستصر على مطالبها التى عرضتها على اجتماعات المندوبين الدائمين على مدى اليومين الماضيين، مشيرا إلى أن سوريا قدمت ثلاث مطالب أساسية فى مقدمتها "وقف المحادثات العبثية مع الحكومة اليمينية المتطرفة فى تل أبيب أو على الأقل رفع الغطاء العربي الممنوح لهذه المفاوضات العبثية"، ومطالبة الجميع بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الجانب الصهيوني، وكسر الحصار عن قطاع غزة بشكل عاجل.
