الخلافات لا تنتهى، مشادات يومية وأحيانا تصل إلى حد التشاجر، الحياة بينهما أصبحت لا تطاق، المشاعر معدومة، والكلمات القليلة فقط، هى التى تجمع بينهما، فارق السن بينهما يمنع أى تواصل، هى ما زالت فى ريعان شبابها، بينما هو فى نهاية الخمسين من العمر، الاختلاف فى كل شى وأى شىء جعل حياتهما ما يشبه بالجحيم. كانت هذه الأسباب التى دفعت "زينب. أ" للتخلص من زوجها المصاب بمرض السكر الذى أضعف حالته الصحية، حيث فكرت عدة مرات فى ضرورة إنهاء تلك الحياة التى تعانى فيها ومنها، إلا أنها فشلت فى التوصل لوسيلة للخروج مما تعانيه، فالطفلان اللذان يربطان بينها وبين زوجها، منعاها كثيرا من اللجوء لطرق ربما تندم عليها لإنهاء تلك الحياة الزوجية البائسة، حتى حانت لها الفرصة التى قررت فى ثوان استغلالها. الزوج يدخن سيجارته بصالة الشقة بينما هى مشغولة مع طفليها، الزوج يصاب بغيبوبة السكر ويفقد الوعى على إثرها، بينما تسقط السيجارة على ملابسه فتشتعل النيران به، بينما تنتبه الزوجة للنيران المشتعلة ويقودها تفكيرها الشيطانى لانتهاز الفرصة، فتتوجه سريعا إلى المطبخ، لا لإحضار المياه للسيطرة على النيران، التى تلتهم جسد زوجها، وإنما أحضرت "جركن" بنزين، ثم أفرغت عليه البنزين لتزداد النيران اشتعالا، بينما تقف هى مبتسمة فى حالة نشوة. وبعد أن تأكدت أن النيران سيطرت على الزوج، وأكلت جسده، بدأت الزوجة فى الاستغاثة بالجيران، الذين سارعوا للسيطرة على النيران، وإخمادها ونقل الزوج إلى المستشفى مصابا بحروق كثيفة، بأنحاء جسده فى حالة خطرة، حيث تم إيداعه غرفة العناية المركزة بين الحياة والموت. شكوك أسرة المجنى عليه، وتحريات المقدم علاء بشير، رئيس مباحث قسم شرطة إمبابة، أكدت أن الزوجة الشابة متورطة فى الشروع فى قتل زوجها، وبمواجهتها بالاتهامات انهارت واعترفت بالتفاصيل الكاملة لارتكاب جريمتها. انهارت الزوجة، واعترفت وكأنها مع كل تفصيلة من تفاصيل الاعتراف تتخلص معها مما عانته مع الزوج، أيام مليئة بالمشاحنات والمشاجرات، وشكوك فى السلوك جمعت بينهما، تلك الدقائق التى اعترفت فيها بالجريمة تذكرت فيها السنوات التى قضتها معه، وكأن لسان حالها يصف "عمرا راح على الفاضى". يأتى ذلك فيما يرقد المجنى عليه الآن بالمستشفى بين الحياة والموت، ويخطر رجال مباحث قسم شرطة إمبابة اللواء كمال الدالى، مساعد وزير الداخلية مدير أمن الجيزة، واللواء محمود فاروق، مدير الإدارة العامة للمباحث بالواقعة، ويتحرر عنها محضر بالأحداث، ويكلفان رجال المباحث بإحالة المتهمة إلى النيابة لتولى التحقيق.
