لم تتمكن إسرائيل من إخفاء خيبة أملها، اليوم الخميس، إزاء قرار الولاياتالمتحدة بحجب بعض المساعدات عن مصر، وعبرت عن مخاوفها من أن تضر هذه الخطوة بوضع واشنطن فى المنطقة وتقوض معاهدة السلام مع مصر. وانتقد مسئولون إسرائيليون كبار تعامل الولاياتالمتحدة مع مصر منذ الإطاحة بالرئيس المصرى الأسبق حسنى مبارك فى 2011 وحثوها على دعم الحكومة الجديدة المدعومة من الجيش عقب عزل الرئيس الإسلامى محمد مرسى فى يوليو. وأعلنت الولاياتالمتحدة أمس الأربعاء أنها ستوقف تسليم دبابات وطائرات مقاتلة وطائرات هليكوبتر وصواريخ لمصر علاوة على مساعدات نقدية قيمتها 260 مليون دولار وعبرت عن قلقها إزاء حقوق الإنسان والديمقراطية فى البلاد، ورفضت الحكومة الإسرائيلية التعليق بشكل مباشر على الخطوة الأمريكية، لكنها قالت إنها تأمل ألا تكون لها عواقب سلبية. وقال جلعاد إردان وزير الدفاع المدنى لراديو إسرائيل "يمكن أن نؤكد انزعاجنا من الطريقة التى يمكن أن تفسر بها مثل هذه القرارات فى مصر وبالطبع من خطر العواقب على العلاقات مع إسرائيل". وقال مسئول إسرائيلى كبير طلب عدم الكشف عن اسمه نظرًا لحساسية القضية: "نحن قلقون من أنه إذا توقفت المساعدات سيضغط الشعب المصرى على حكومته للتخلى عن المعاهدة". مضيفًا: "لا يشكل هذا مبعث قلق فورى. تعلم الحكومة المصرية أننا نؤيدها لكن كان من الأفضل تجنب هذا". وأوضحت وزارة الخارجية الأمريكية أنها لم تقطع المساعدات وستواصل الدعم العسكرى فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب ودعم الأمن فى سيناء. وبرغم عدم وجود ما يشير إلى أن تجميد المساعدات من شأنه أن يؤثر على قدرة مصر على الحكم يخشى الإسرائيليون من أن تبعث خطوة الولاياتالمتحدة بإشارة خاطئة لحلفائها فى الشرق الأوسط الذين يتوقعون قيادة قوية من واشنطن فى أوقات الاضطرابات. وقال وزير الدفاع السابق بنيامين بن اليعازر الذى كان قريبًا من مبارك: "المفاجئ فى هذه العملية كلها هى أن الأمريكيين يعملون بالضرورة وعن غير قصد ضد مصلحتهم". مضيفًا: "يجب إدراك أن هذه المنطقة ضعيفة للغاية وللحفاظ على استقرارها يلزم وجود قوة عظمى لتأمينها". وقال إنه لن يفاجأ إذا بدأ حلفاء لأمريكا مثل السعودية فى التطلع نحو روسيا. وقال مسئول إسرائيلى كبير طلب عدم الكشف عن اسمه إن من المحتمل أن تتحول مصر باتجاه روسيا أيضًا، متابعًا: "أقول أن هذا مبعث قلق منطقى، فمصر متحالفة منذ عقود مع الولاياتالمتحدة وسيسعد الروس بالمجيء وحلول مكان الولاياتالمتحدة هناك مرة أخرى". وكان وزير الدفاع الإسرائيلى موشى يعلون وعاموس جلعاد أحد أكبر خبراء الإستراتيجية بوزارته فى الولاياتالمتحدة عند إعلان قرار تجميد بعض المساعدات لمصر، ولمح جلعاد مثل غيره من المسئولين إلى خيبة أمل إسرائيل إزاء القرار الأمريكى، وقال أمام مستمعيه فى معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى وهو مؤسسة بحثية: "أحاول ألا انتقد أصدقاءنا علنًا".