انتهى مؤتمر المصريين فى الخارج ولم ينته المسلسل الحكومى فى سحب أموال المصريين فى الخارج والداخل، فالهدف المعلن للمؤتمر فى دورته السادسة التى انتهت الثلاثاء الماضى التواصل والرعاية والتنمية مع أبناء الوطن بالخارج، إلا أن وزارتى القوى العاملة والهجرة والاستثمار قررتا التواصل هذا العام من خلال "مص دم المصريين فى الخارج" لبناء مشاريع تنموية تنفيذاً للبرنامج الانتخابى للرئيس حسنى مبارك عام 2005. واستنكر المشاركون فى المؤتمر معاناتهم اقتصادياً فى مصر وعندما طالبتهم حكومة د.أحمد نظيف بالتواصل كان من خلال دعوة د.محمود محيى الدين وزير الاستثمار، لتنمية وبناء البنية التحتية مع انتقادات متزامنة من نظيف لهم بالانفاق الاستهلاكى، على الرغم أنهم يحولون سنوياً لأسرهم فى مصر 8.4 مليار دولار باعتراف نظيف. وتعانى مصر من صعوبة حصر أعداد المصريين فى الخارج بشكل دقيق وتقتصر اتصالها بالجاليات والنوادى المصرية بالخارج، والتى فشلت فى حصر العدد الحقيقى للمصرى بالخارج هى الأخرى، وأكد السفير أحمد رزق مساعد وزير الخارجية للشئون القنصلية، أن أعداد المصريين بالخارج يتراوح ما بين 6 إلى 7 ملايين مواطن، إلا أنه قال إن بعض التقديرات ترجح أن يكون العدد أكثر من 10 ملايين مصرى. كان د.عصام عبد الصمد رئيس اتحاد المصريين بأوروبا، قد طالب بإنشاء هيئة قومية لحماية المصريين بالخارج، مشيراً إلى أن المصريين فى الخارج فى حاجة لمجموعة من القوانين لإكسابهم الحق فى الانتخاب وإصدار بطاقات الرقم القومى من قنصلياتهم فى الخارج. قال صالح فرهود رئيس الجالية المصرية فى فرنسا، إن وزارتى القوى العاملة والاستثمار لم تتحملا تكلفة رحلة المصريين من دول المهجر إلى القاهرة لحضور المؤتمر، ولم يتكلفا سوى تأجير قاعة المؤتمر، مؤكداً أن الدولة لا تحتاج سوى لأموالهم وتريد التواصل معهم فى الخارج. ووجه فرهود سؤالاً للدكتور محمود محيى الدين وزير الاستثمار "أنت جى تروج لمشاريع تخص المصريين فى الخارج جوه مصر، وكمان مش عاملين أى امتيازات وعايزنا نعمر الصحراء بأى منطق هذا". "جبونا علشان نحط فلوسنا فى البلد بعد ما عانينا من العمل بها فى شبابنا".. هذا ما أكده محمود عثمان رئيس الجالية المصرية فى ميلانو بإيطاليا، مشيراً لتواصل حكومة دكتور أحمد نظيف مع رجال الأعمال المصريين فقط لدعم الاستثمار المحلى وزيادة الدخل القومى لتحسب للحكومة نجاح لدى الرئيس حسنى مبارك. واستنكر المشاركون فى المؤتمر عدم التواصل الحقيقى للنظام مع المصريين فى الخارج، واصفين أنهم على يقين أن مثل هذه المؤتمرات ما هى إلا دعاية كاذبة لحقيقة الأوضاع التى لا ينكرها أحد فى الداخل أو الخارج، ولذلك استغل الوزراء المشاركون فى المؤتمر الفرصة لتلميع صورهم على حساب الإنجازات الحقيقية.