الرزق يحب الخفية ، هذا هو الشعار الذي رفعه عدد من الشباب لتنفيذ مشروعاتهم الموسمية متناهية الصغر التي كانت مفاجأة لي أمام بوابات استاد القاهرة قبيل دخولنا لمشاهدة مباراة الأهلي والزمالك في كأس مصر . الهدف الرئيسي هو الاستمتاع بمشاهدة المباراة من المستطيل الأخضر وهو مايكلف كل منهم 15 جنيهاً لدخول مدرجات الغالبية العظمي من المشجعين الشهيرة باسم"الثالثة شمال" ، كنا قد حجزنا تذاكرنا بالفعل قبل اللقاء بأيام وخلال الرحلة من ميدان عبد المنعم رياض حتي الاستاد كان لنا فاصل من الحديث عن قضية الامتحانات التي اقتربت واقترب معها موسم " مص الدم" الذي يبدأ بالدروس الخصوصية وينتهي بملخصات المراجعة ثم قليل من كرة القدم والتشجيع ثم تناولنا عدداً من القضايا التي تشغل بال كل الشباب وهي البطالة والزواج وغيرها من " مستحيلات مصر". وبعد قليل كنا أمام بوابات الدرجة الثالثة حيث تبدأ رحلة التعذيب الأمني ومسلسل الممنوعات من رجال الأمن بين التفتيش والتعطيش والتجويع بمنع المأكولات والمشروبات من الدخول ، وهنا فاجأني "هشام حمودة"- طالب بكلية التجارة- وبقية الزملاء ب"كيس نايلون" أخرجوا منه مجموعة من فرشات الرسم وعلب ألوان بلاستيك حمراء وبيضاء وتقمص " محمود طه" رئيس اتحاد الطلبة بكلية السياحة والفنادق شخصية المنادي وبدأ يسوق لمشروعهم بجملة شهيرة أمام بوابات الاستاد " علم بجنيه .. ارسم علم علي وشك بجنيه" والمفاجأة الأكبر هي تهافت الجماهير علي الشباب الرسامين لأنهم قدموا أفضل العروض كما قال " أحمد" طالب بكلية إدارة الأعمال والذي أعد دراسة جدوي هذا المشروع الذي تكلف عشرين جنيهاً فقط. وبعد ساعة أو أقل أعلنوا إنتهاء أعمال هذا النشاط وبدأوا في حساب الأرباح وكانت النتيجة إيجابية حيث استطاعوا الحصول علي يوم مجاني شامل التكاليف والانتقالات في استاد القاهرة بل حصلوا علي عرض خاص بالتشجيع بعائد مربح من صناعة كرنفال الالوان للجماهير وبفائض المواد الخام قام كل منهم برسم علم بالمجان وعاد كل منهم لتشجيع ناديه وانخرطوا في الجماهير ليهتفوا " بيب بيب أهلي".