دعا كاتب أمريكى الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى تعيين سلفه جورج دبليو بوش مبعوثا أمريكيا إلى الشرق الأوسط، لأنه يحظى بشعبية لدى القادة والشعب الإسرائيليين على السواء، على النقيض من أوباما ومبعوثيه، الذين لا يقتربون بأى قدر "من مستوى إيمان الإسرائيليين ببوش" على حد قوله. وأوضح الكاتب الأمريكى جورج ليفى، فى مقال له بمجلة "نيوزويك" الأربعاء 29 يوليو، أن أوباما أثار التوتر فى إسرائيل "بدعوته إلى وقف النمو الاستيطانى والحديث صراحة عن مصير عادل للقدس الشرقية، التى يزعم كل من الإسرائيليين والفلسطينيين أحقيته، فى أن تكون عاصمته". وتابع ليفى الذى عمل كاتبا للخطب السياسية لرئيسى الوزراء الإسرائيليين السابقين إريئيل شارون وإيهود أولمرت، أن أوباما يقول إن عملية السلام جزء أساسى من برنامجه الخاص بالمنطقة، "لكنه سيكون من المستحيل أن يحرز تقدما إذا لم يكن بمقدوره أن يقنع إسرائيل باحترام القيادة الأمريكية". وأضاف أنه "فى تاريخ العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، ربما لم يحظ رئيس أمريكى بإعجاب وثقة لا تزعزع من إسرائيل مثل بوش". ومضى إلى القول إنه فى عهد الرئيس السابق جورج دبليو بوش، كان الإسرائيليون من بين الشعوب القليلة التى أعطت الرئيس الأمريكى درجات استحسان عالية، حتى أكبر من الأمريكيين أنفسهم. وأضاف أن "المسئولين الكبار فى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى حيث عملت، كانوا يتحدثون يوميا عبر هواتفهم الجوالة، مع نظرائهم فى البيت الأبيض، متجاوزين وزارتى الخارجية الأمريكية والإسرائيلية بالكامل". وأكد ليفى فى مقاله الذى اطلعت عليه وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك، أنه "لم يكن بمحض الصدفة أثناء سنوات رئاسة بوش أن نال إريئيل شارون غطاء سياسيا ليقترح تنازلات مؤلمة، لقاء السلام، وهو تعبير مهذب عن الانسحاب من الأرض". وأضاف أن "الانسحاب الأحادى الجانب من قطاع غزة مصحوبا بالاستعداد للانسحاب من أجزاء كبيرة من الضفة الغربية والذى تعطل فقط بسبب حرب حزب الله عام 2006، ربما لم يكن ليحدث تقريبا من دون أى مسئول آخر بالبيت الأبيض يحظى بمستوى أقل من الثقة بضمانه أمن إسرائيل". وعلى الجانب السياسى، قال ليفى إن "الرئيسين (أوباما وبوش) أقرب إلى بعضهما، مما يبدوان. والولايات المتحدة عارضت دائما النشاط الاستيطانى الإسرائيلى، لكنها فقط لم تكن بهذه القوة بشأن اعتراضاتها". وأضاف أنه "بينما يعد أوباما أقل عدوانية من بوش تجاه أعداء إسرائيل، إلا أنه من الصعوبة بمكان الإشارة إلى دليل ملموس على أنه غير ملتزم بأمن إسرائيل.. لكن الإسرائيليين فى حيرة من أمرهم(بشأن أوباما) مع صعود إيران". وقال إنه "يمكن لبوش كمبعوث أن يهدئ معظم هذه المخاوف. وسيثق العديد من الإسرائيليين، خاصة فى ظل قيادة حكومتهم اليمينية المتطرفة الحالية، وسيثقون طائعين، بأن السياسات التى يقدمها بوش تحمل مصالحهم موضع القلب، وأن بوش لن يتخلى عنهم". وفى نهاية مقالته، يعترف ليفى بأن ما ذهب إليه "محض خيال"، لأن "بوش لن يقبل بأن يكون مبعوثا لأى أحد، وأوباما لن يبدد رأس المال الذى جمعه من العالمين العربى والإسلامى بجعله بوش خصما له". لكن ليفى يرى أنه "على ما يبدوا هذا الأمر شاذا، فإن توسيط بوش لن يكون شيئا سيئا"، مرجحا أنه "لحشد الإسرائيليين خلف الرئيس الأمريكى الجديد، سيتعين على البيت الأبيض أن يظهر مزيدا من الإلحاح فيما يتعلق بالتهديد الإيرانى، والضغط على الدول العربية لتقديم تنازلاتهم، مثل(تطبيع) العلاقات مع الدولة العبرية".