تحظى المواقف السياسية حول تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة باهتمام زائد لدى وسائل الإعلام اللبنانية ولاسيما الصحف التى تتلقف باهتمام كبير كل ما يصدر عن القيادات أو مصادرها بهذا الشأن. ومن هنا كان لحديث النائب وليد جنبلاط الذى أدلى به أمس إلى مدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط فى بيروت الاهتمام اللافت، خصوصا وأنه عبر فيه صراحة عن ميله لتشكيل حكومة أمر واقع حيادية إذا استمر التعثر فى تأليف الحكومة وهو ما يرفضه بشدة الثنائى الشيعى المتمثل بحزب الله وبحركة أمل بزعامة رئيس مجلس النواب نبيه برى. من جهتها، اعتبرت صحيفة "السفير" أن النائب جنبلاط وجه رسائله فى حديثه للوكالة إلى الداخل والخارج حيث تعمد أن يستخدم عبارة "قد أميل إلى هذا التوجه ولا أريد أن أغامر" فى معرض حديثه عن حكومة أمر واقع حيادية. واعتبرت أن جنبلاط يحاول على ما يبدو زيادة الضغط على "الثنائى الشيعي" دون إقفال الباب أمام التوافق لاسيما أن موفداً من جنبلاط أبلغ قبل أقل من 48 ساعة مقربين من برى أنه لن يدعم فى لحظة الحقيقة تشكيل حكومة لا تحظى بموافقته أى موافقة بريز. وأكدت "السفير" أن "الجرعة" الجنبلاطية كانت كافية لانعاش رئيس الوزراء المكلف تمام سلام الذى صرح ل"السفير" أن موقف جنبلاط يسترعى الانتباه رافضاً فى الوقت ذاته الجزم بتشكيل حكومة أمر واقع بعد عيد الفطر مباشرة. وأعرب سلام عن أمله فى أن يشكل عيد الفطر مناسبة لكى تبادر كل الاطراف السياسية إلى التأمل وإجراء مراجعة لسلوكها باتجاه تسهيل عملية تشكيل الحكومة حتى ينصرف الجميع إلى العمل ومعالجة الملفات المفتوحة التى تهم الناس. ورداً على سؤال عما إذا كان يعتقد أن الموقف المستجد للنائب وليد جنبلاط سيخلط الأوراق فى وعاء التأليف الحكومى وربما يدفعه إلى تغيير حساباته أشار سلام إلى أن ما أدلى به جنبلاط يسترعى الانتباه مؤكدا أن لمواقف جنبلاط الاثر الكبير فى خلط الأوراق وإنتاج معادلة سياسية جديدة. بدورها وصفت صحيفة "النهار" مواقف جنبلاط بالمتقدم لناحية الدفع نحو تحريك الاستحقاق الحكومى للخروج من دوامة الفراغ الحالية مؤكدا انه مع الطرح القائل بأن تكون الحكومة خالية من القوى السياسية.