اعترفت مجموعة من الجنود الإسرائيليين الذين شاركوا فى الحرب الأخيرة على قطاع غزة فى يناير الماضى، بأن الجيش الإسرائيلى استخدم القوة المفرطة أثناء القتال، مما أدى إلى وفيات وأضرار لم يكن هناك داع لها. ويصف هؤلاء الجنود فى تقرير نشرت مقتطفات منه وكالة أسوشيتدبرس، يضم شهادات تم جمعها من قبل منظمة "كسر الصمت" التى شكلها جنود الاحتياط فى الجيش الإسرائيلى الذين شاركوا فى القتال فى غزة، وكيفية هدم المنازل دون السبب واستخدام قوة السلاح بشكل يتجاوز الضرورة، نظراً للمقاومة الخفيفة نسبياً التى واجهتها إسرائيل هناك. ولم يتم الكشف عن هوية أى من هؤلاء الجنود. وقالت مجموعة "كسر الصمت" إن الرأى العام الإسرائيلى الذى أيد بشكل كاسح العملية العسكرية على غزة بهدف وقف إطلاق الصواريخ من القطاع على المدن الإسرائيلية الذى استمر لسنوات، فى حاجة إلى معرفة ما شاهده الجنود خلال القتال. وقال هؤلاء الجنود: "نحن نؤمن بأن وجود مجتمع أخلاقى يتطلب مناقشة أمينة وعميقة حيث يعد فيها صوت الجنود الذين شاركوا فى المعركة جزءاً لا يتجزأ منها" من جانبه، رفض الجيش التقرير فى بيان شديد اللهجة، مشككاً فى صحته ومتهماً هؤلاء الجنود بالافتراء على الجيش وقادته وتشهويه سمعتهم. وفى السياق نفسه، نشرت صحيفة الإندبندنت تفاصيل ما ورد فى التقرير على لسان الجنود الإسرائيليين، حيث قال أحدهم إن قائده قال له "لن أقبل أن يخاطر جندى بنفسه بالشك... إذا كان لديه شك، أطلق النار". ويشرح هؤلاء الجنود كيفية استخدام إسرائيل للمدنيين الفلسطينيين كدروع بشرية، والاستخدام القاتل للفسفور الأبيض، كما تحدثوا عن تحريض حاخامات الجيش للجنود فيما يخص القتال. ووصفت الصحيفة هذا التقرير بأنه التحدى الأكبر لما يردده الجيش الإسرائيلى بأن عملياته التزمت بأحكام القانون الدولى، وأنها استهدفت "الإرهابيين" وتجنبت وقوع الضرر على المدنيين.