على مدار يومين، أثارت الصحافة الإسرائيلية قضية التوريث فى مصر، وأن الرئيس مبارك يعد سيناريو انتقال السلطة إلى نجله، الخبراء أكدوا أنها معلومات مختلقة ومغلوطة هدفها الشو الإعلامى وجس النبض فى مصر، والبعض الآخر قال، إن الصحافة الإسرائيلية لم تختلق هذه المعلومات، وأنها مثارة فى مصر أكثر من إسرائيل، وأنها لم تأتِ بأى جديد، بينما هناك رأى ثالث بأنها محاولة إسرائيلية لنقل المعركة إلى الساحة المصرية فى ظل الضغوط التى تتعرض لها إسرائيل من أجل الموافقة على حل الدولتين ووقف الاستيطان. الحزب الوطنى وعلى لسان أمين الإعلام الدكتور على الدين هلال قال، إن ما أثارته الصحافة الإسرائيلية حول اقتراب عملية توريث الحكم فى مصر "نغمة مكررة" فى الصحف الإسرائيلية وبعض المواقع الإلكترونية وأن هذا النهج يعبر عن حالة إفلاس، والسيناريوهات التى تقولها "مجرد أوهام". وأضاف هلال، من الأفضل ألا نعطى لهذه الأمور أى تقييم، خاصة وأن الصحافة الإسرائيلية تركز على بعض الموضوعات التى تظهر وتختفى منها بين الحين ولآخر، مثل المستقبل السياسى فى مصر وهل سيحدث استقرار بعد الرئيس مبارك، وكذلك الحديث عن الأنفاق فى عزة. الدكتور طارق فهمى الخبير فى الشئون الإسرائيلية بمركز دراسات الشرق الأوسط يقول، إن هناك بعض المواقع الإلكترونية الإسرائيلية مثل "دبكا" و"وعنيان" و"يا الله" و"الله نيوز" معروفة للباحثين بأنها تبث معلومات مضللة وغير واقعية، ولا يتم التوقف أمامها وقد بدأت صحيفة معاريف وجورزاليم فى انتهاج الأسلوب نفسه فى اختلاق القصص والموضوعات التى لا تستند إلى معلومات حقيقية وكل مصادرها مجهولة. وعن الهدف من إطلاق هذه الشائعات أو الأخبار فى هذا التوقيت وبهذا الشكل المكثف، قال فهمى، إن الهدف هو قياس ردود الأفعال حول الخبر واستشراق ما يتعلق به، فالإعلام الإسرائيلى هدفه رصد بعض المواقف من خلال اختلاق بعض الأفكار وإن كان من ضمن الأهداف عمل شو إعلامى. وأضاف، أن الطريقة الأفضل للتعامل مع هذا النهج الإعلامى الإسرائيلى هو الرد المباشر، كما فعل صفوت الشريف وعدم ترك الساحة للإعلام الإسرائيلى بمفرده. وأكد فهمى، أن 75% من الأخبار عن العالم العربى فى الإعلام الإسرائيلى تتناول الشأن المصرى. عبد الغفار شكر القيادى بحزب التجمع أكد أن الصحافة الإسرائيلية لم تختلق هذه المعلومات، فهى منتشرة فى مصر أيضا بشكل يفوق الصحافة الإسرائيلية والسبب فى ذلك أن القرار السياسى فى مصر يصدر عن شخص واحد فى ظل تعطيل كامل لفكرة المؤسسات، حتى الحديث عن بعض الجيوب المعارضة لتولى جمال مبارك للحكم، فهو كلام قديم سبق أن ذكره الدكتور ضياء رشوان فى مقالاته. ويضيف شكر، علينا الانشغال بكيفية إخراج مصر من حالة الفراغ والاحتقان السياسى وليس بشائعات لا يستطيع من يرددها تأكيدها أو نفيها. النائب المستقل كمال أحمد كان له تفسير مختلف للتناول الإسرائيلى المكثف لسيناريو التوريث فى مصر بتأكيده أن إسرائيل الآن فى "مزنق" من الأمريكان والاتحاد الأوروبى بسبب مطالبتها بحل الدولتين وإيقاف الاستيطان، وكذلك بعد إدانته جرائمها فى غزة، فهى تحاول نقل المعركة إلى داخل مصر باعتبارها اللاعب الرئيسى فى عملية السلام وفى المنطقة، كما أنها تحاول أن تصور لأمريكا وللعالم أن الساحة السياسية فى مصر غير مستقرة ومقبلة على تغيير. وأضاف، أن إسرائيل تحاول استغلال ما يقوله الرأى العام فى مصر بأن الحديث عن حل البرلمان هو مقدمة لتنفيذ مخطط التوريث، وأن الإعلام الإسرائيلى يحاول استكمال هذا المخطط بالضغط على مصر. وهو ما يقابله الرئيس المصرى بنشاط مكثف وحضور للقاءات والمؤتمرات وآخرها المشاركة فى قمة الثمانى.