برز التضارب بين أركان الإدارة الأمريكية بشأن إمكانية إقدام إسرائيل على توجيه ضربة عسكرية لإيران فى تصريحات كل من نائب الرئيس الأمريكى جوزيف بايدن ورئيس هيئة الأركان المشتركة الأدميرال مايكل مولن. ففى الوقت الذى رأى بايدن فى تصريحات له أمس الأحد أن الولاياتالمتحدة لن تقف عائقا أمام إسرائيل إذا رأت أن هناك حاجة لوقف قدرات إيران النووية، قال مولن إنه يشعر بالقلق تجاه توجيه أى ضربة عسكرية ضد إيران. وقال مولن إن مثل هذا الهجوم لن يزعزع الاستقرار فقط فى حد ذاته بل إن عواقبه أيضا ستؤدى إلى ذلك. وأضاف مولن أنه أيضا من المؤمنين بأنه لا ينبغى أن يكون لدى إيران أسلحة نووية لأن هذا سيهدد الاستقرار، كما أنه يشعر بالقلق من انتشار التكنولوجيا النووية، فضلا عن إمكانية امتلاك دول المنطقة لهذه التكنولوجيا. وأشار إلى أنه على اتصال مستمر ومنتظم بنظرائه الإسرائيليين بشأن هذا الأمر، وقال إن هذه القرارت هى فى النهاية قرارات سياسية. وقال مولن إن الإيرانيين مازالوا يرعون الإرهاب ومازالوا يطورون أسلحة نووية، كما أنهم يمثلون قوة عدم استقرار فى كل من العراق وأفغانستان، وقال "إذا حدث وقامت إسرائيل بشن هجوم عسكرى على إيران فإن على الجميع أن يتعامل مع الموقف". وكان بايدن قد أثار لغطا بتصريحاته التى أطلقها أمس الأحد وقال فيها إن إسرائيل دولة مستقلة وأن لها أن تفعل مايخدم مصلحتها سواء ضد إيران أو ضد أى أحد وسواء وافقت الولاياتالمتحدة أم لم توافق. وقال إنه مع هذا فليس هناك أى ضغط من أى دولة يغير من سلوك الولاياتالمتحدة بشأن مضيها تجاه مايخدم مصلحتها وكذا تجاه ما يخدم مصلحة إسرائيل والعالم كله. وأضاف أنه إذا قررت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو أن تسلك مسلكا مختلفا عن ذلك الذى تسلكه الآن فهذا حق سيادى لها وليس خيار الولاياتالمتحدة، وقال إن واشنطن لا تستطيع أن تملى على دولة ذات سيادة ما يمكن وما لا يمكن أن تفعله إذا قررت أنها تواجه خطرا يهدد وجودها أو بقاءها من قبل أى دولة. وتعد هذه اللهجة هى نفسها التى دأبت إدارة الرئيس السابق جورج بوش على استخدامها فى التعليق على كل اعتداء تقدم عليه إسرائيل حيث اعتادت تكرار عبارة "إن لإسرائيل الحق فى اتخاذ كافة الإجراءات الضرورية للدفاع عن نفسها ولكن عليها أن تحسب للعواقب المترتبة على ذلك".
