مع تزايد أخطاء الحكومة فى الفترة الأخيرة التى تكلف الشعب المسكين صحته وشبابه، ومع استوطان أنفلونزا الطيور ومع التوقع أيضا باستوطان أنفلونزا الخنازير، بالإضافة إلى شحنة القمح الفاسد التى أصبحت فضيحة كبيرة، وخصوصا بعد أن أعلن المسئولين صلاحيتها للاستهلاك الآدمى، بالرغم من أن هناك تقريرا روسيا، قال إنهم صدروا هذه الشحنة على أنها علف حيوانى (ربما لا تكون الحكومة مخطئة فهم يتعاملون معنا كالبهائم) وشحنة الجرارات المليئه بالعيوب، ودخول مواد غذائية مسرطنة للأسواق، وبالرغم من كثيرة من الأدلة التى تقدم على فساد كثير من الشحنات، ولكننا لا نجد وزير يقال أو يستقيل بل إنهم يدافعون عن نفسهم بشراسة وبحجج واهية. أستعجب من هذا الوضع، فقد تذكرت فجأة حادثة قطار الصعيد وهذا الحريق الذى استشهد فيه 300 مواطن مصرى كانوا فى طريقهم لقضاء إجازة العيد مع ذويهم فى صعيد مصر، وبدلا من أن يسعدوا ويسعد أهلهم بالعيد امتدت إليهم يد الإهمال، لتحول عيدهم إلى جنازة وعزاء وعويل وصراخ من أهلهم إلى فقد أحبابهم بهذه الطريقة البشعة واحتراقهم أحياء فى قطار سائر حتى أن الأهالى الذين كانوا يسكنون بالقرب من موقع الحادث، قالوا إنهم اشتموا رائحة لحم مشوى ولم يكن يدرون أن هذا اللحم لحم بنى آدميين أحرقته يد الإهمال على نار هادئة، المهم أنه كان فى هذا الوقت الوزير إبراهيم الدميرى فى الصين، وعندما بلغ بالحادث رجع سريعا ليفاجأ بقرار إقالته.. وطبعا تم هذا من أجل تهدئة الرأى العام الذى كان يبكى ويتألم على جثث مشوهة، لم يتم حتى التعرف عليها وتم دفنها فى مقابر جماعية. تم إقالة وزير النقل والمواصلات فى هذا الوقت حتى قبل أن يتم عمل لجنة تقصى حقائق ومعرفة من المسئول عن الحريق، وحتى قبل أن يتم توجيه يد الاتهام لأى شخص وحتى بعد توجيه الاتهام للمجموعة من المهندسين تم تبرئتهم، وتم توجيه الأمر بعودتهم إلى أعمالهم مرة أخرى. إذن فالمسئول الأوحد عن فساد منظومة ما.. يكون هو رئيسها الذى لا يتابع سير العمل وكيفية أداء من يعمل تحت يديه، حيث إنهم سيرددون نحن عبد المأمور.. إذن لماذا لم تتخذ خطوات لتهدئتنا بعد سلسلة من الكوارث والاستفزازت التى تتوالى تباعا.. فبعد فضيحة تسرب أسئلة الثانوية العامة كنا متأكدين من إقالة الوزارة ولكن هذا لم يحدث، وأيضا بعد فشل التعامل مع أنفلونزا الطيور، وأيضا بعد صفقة الجرارات غير المطابقة للمواصفات، وكذلك شحنة القمح الفاسد، وكل يوم خبر عن أغذية غير آدمية تضبط بالأسواق (هى الحكومة محصنة ولا أيه) وعجبى!.
