أطل علينا عام2011 بمأساة لم يكن يتوقعها أحد من المصريين, ففي الوقت الذي كان يتأهب فيه جميع المصريين للاحتفال بالعام الجديد, والكل يدعو الله أن يحقق آماله, كانت هناك يد متربصة بهذه الأحلام لتضع مكانها حسرة وألما علي مصابي حادث كنيسة القديسين بالإسكندرية, هذا الحدث الذي وصفه كل المثقفين المصريين بالمأساة الحقيقية والكارثة المهينة, واستاء له كل مثقف ومفكر يعي تماما أننا نحيا بمصر وقلوبنا مليئة بالاطمئنان ولم نعرف طريقا للطائفية من قبل, فما الذي حدث وكيف يراه المثقفون المصريون. في البداية سألنا الكاتب والروائي خيري شلبي عن هذه المأساة فقال: ما حدث كارثة كبيرة بمعني الكلمة, وإذ لم تصل الجهات الأمنية في مصر إلي منفذي هذه العملية سيكون القادم اسوأ, مصر مستهدفة وهذه بداية, وهناك مؤامرة دولية كبري لصالح إسرائيل, ومع الأسف هناك نبرة بين المثقفين والمفكرين لاستنكار كلمة مؤامرة واستنكارهم هذا في ظني تدعيم للمؤامرة ونوع من التبلد أو الاحساس بالاطمئنان الكاذب, علينا أن نعرف أننا جميعا مستهدفون, مطلوب تفتيت العالم العربي ووخصوصا مصر, السودان تفتت, وهذه كارثة, والعراق انقسمت لثلاث دول, هناك محاولات لتفتيت السعودية, هناك محاولة أيضا لفصل الأقباط عن المسلمين, التفتيت علي حدودنا الداخلية فإذا سلمنا بأن العملية من تدبير تنظيم القاعدة فالتنفيذ بيد مصرية ومعني ذلك أصبح بداخلنا من لديه القدرة علي تدمير الوطن, أما إذا كانت يدا أجنبية هي المنفذة فالكارثة أكبر ومعناها أننا نعيش في غيبوبة والعدو يتوغل بيننا ويعرف دقائق أمورنا. فيما قال الكاتب فؤاد قنديل: ما حدث عمل بشع ضد الإنسانية وضد الدين والضمير والوحدة الوطنية وهي رسالة غاية في الازعاج, أشعر بالتعاطف مع المظاهرات التي تنطلق هنا وهناك لأن رياح الغضب تجتاح النفوس والمشاعر, وأظن أن غضب المسلمين أكثر من غضب المسيحيين, ربما لأنه غضب من أجل الحادث وغضب من أجل الاتهام الذي يمكن أن يوجه للبعض منهم, مرتكبو الحادث يهددون كل مبدأ وكل قيمة رفيعة, والدماء التي سالت هي دماء المصريين جميعا لأن من مقتل نفسا بغير حق فقد قتل الناس جميعا كما جاء في الذكر الحكيم, لهذه الجرائم إذا ارتكبها بعض المارقين بحجة أنهم يحاربون التطرف أو حدثت بدعم من قوات استعمارية صهيونية فلابد من انزال أقصي العقوبة علي مرتكبيها. وأضاف قنديل منذ أن قرأت هذا الخبر وأنا لا استطيع الكتابة أو القراءة أو عمل أي شيء, فهذه صفعة شديدة علي وجوهنا جميعا وموقفنا مضطرب ومحير ومربك ولا نستطيع التعليق, فألفاظ اللغة نفسها عاجزة عن الوصف فما حدث دناءة وهمجية في مواجهة هذا لابد وأن يكون المصريين جميعا علي قلب رجل واحد ليقاومان الإرهاب. ومن جانبه, قال الدكتور عبد المنعم تليمة: ما حدث لدينا يحدث في بلاد كثيرة, نحن جزء من العالم, ولأننا مضطربون في إدارة حياتنا من ناحية الحقوق والواجبات والحريات حدث هناك تضارب ولا يوجد شيء محدد بطريقة ملزمة لجميع المواطنين, وعلينا ألا نضع ما يجري في العالم والأيدي الخارجية شماعة نعلق عليها سوء إدارتنا لحياتنا, وأن نبدأ في إدارة حياتنا بشكل جيد وصحيح, وعلينا أن نعرف أن أجهزة الإعلام والتعليم بالغة في التخلف والذي سمح بعبث الأيدي الخارجية هو الطريقة التي نسلكها في إدارة حياتنا قانونيا وسياسيا ودستوريا. ووصف الكاتب جمال الغيطاني ما حدث بالهمجية, وقال: عشت أمس يوما أسود مثل يوم67, وأضاف الغيطاني في67 كنا نحارب عدو واضحا, أما ما حدث بالإسكندرية فهو مشروع حرب أهلية لا يعلم مداها إلا الله, أرجو أن تنجوا منها مصر, فأنا أري الصورة مرعبة في المواجهة بين الطرفين وتساءل الغيطاني ماذا تحمله لنا الأيام القادمة, وأكد ضرورة معالجة المشاكل المؤجلة, وقال كيف تظل مشكلة نجع حمادي مؤجلة كل هذا التأجيل والفاعل فيها معلوم, لماذا لم يحكم فيها إلي الآن, الموقف خطير ويستدعي استنكار ثقافي وفكري, وأضاف: هناكتصريحات تلقي بالمسئولية علي عدو خارجي ولكن يجب ألا نستكين إلي هذا ونتجاهل الأسباب الداخلية التي أدت إلي ذلك.