أحمد عبود شاب لم يتعد عمره ال17 عاما كل آماله فى الدنيا يعدى امتحان الثانوية العامة على خير.. حاول أن يكون ملتزما لكن رعبه من المجهول شتت عقله حرمه من التماسك قويا. أياما وليالى قضاها فى المذاكرة.. وهل تنفع المذاكرة مع عدو بات يهدد بيوتنا بالحسرة على مستقبل ليس له ملامح.. والدته تقول له يا أحمد لازم تنجح وتدخل كليه الطب أوالهندسة..هو أنت أقل من ابن عمك.. وأبوه يتوعده إذا ما عدتش السنة دى على خير.. مش هيشوف يوم حلو أبدا. يكلم أحمد نفسه.. هو امتى شفت يوم حلو!! قرر فجأة أن يقضى عليها يدمرها.. كتب المدرسة.. ملازم الدروس.. شوية بنزين.. وعود كبريت.. ويستريح!! كان نفسى أطلع طيار.. ألف العالم..أزور باريس..أشوف أمريكا.. أشوف الدنيا من فوق السحاب.. قرر أحمد ما يروحش الامتحان.. حاول تنفيذ قراره.. فلم يستطع!! يشعر أنه بلا ذاكرة.. يذهب إلى المدرسة فى مواعيد الامتحانات يقرأ ورقة الأسئلة.. لكنه لا يكتب شيئا فى ورقة الإجابة!! من يسأله ماذا فعلت؟ لا يتكلم.. لا يرد على أحد حتى والدته.. اليوم موعده مع مادة الجيولوجيا.. كم يكرهها.. نظر إلى نفسه فى المرآه حملق كثيرا فى ملامحه يشعر أن الشخص الذى يراه فى المرآه هو شخص آخر.. أين أنا؟ أين أحمد؟ حاول أن يبكى فلم يعرف.. فرك عينيه حتى احمرت.. لكن دموعه لم تسقط.. ارتدى أحمد ملابسه كعادته فى كل صباح امتحان.. يشعر أن هذا اليوم ليس ككل أيام عمره. ربما يكون آخرهم أو ربما؟؟! لا يعرف. خرج أحمد لكنه لم يذهب للامتحان.. انتظره أصدقاؤه..لكنه لم يجلس فى كرسيه. انتهى الامتحان ولم يعد أحمد إلى البيت.. قلق الأب بكت الأم.. بحثوا فى كل مكان.. أحمد لم يذهب للامتحان.. لا أحد رآه فى المدرسة..أيام مرت وأحمد لم يعد.. ترك ملابسه..مصروفه.. ساعته.. هاتفه المحمول.. قرر أحمد ألا يعود. لماذا ندفع أولادنا للانتحار؟ هل يستحق أبناؤنا أن نقدمهم قربانا لنظام تعليمى فاشل.
