سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مصدر عسكرى ل"الجارديان" البريطانية: لو كانت الاحتجاجات مثل 25 يناير فإنها ستعبر عن إرادة الشعب أكثر من الانتخابات.. وربما يتحرك الجيش لتسهيل نقل السلطة إلى حكومة تسيير أعمال من التكنوقراط
تعليقاً على المشهد فى مصر، قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، إن البلاد تحبس أنفاسها للمظاهرات الحاشدة فى ذكرى تنصيب الدكتور محمد مرسى كأول رئيس منتخب، وسط تكهنات باحتمال تدخل الجيش فى حالة الاضطراب الاجتماعى على نطاق واسع. ونقلت الصحيفة عن مصدر عسكرى رفيع المستوى قوله، إن الجيش لا يريد التدخل، لكنه أوضح أنه لو كانت احتجاجات الأحد المقبل واسعة النطاق، واستمرت لفترة طويلة، مثل تلك الاحتجاجات التى أدت لثورة 25 يناير، ولو وقع قتال خطير بين أنصار مرسى ومعارضيه، فإن الجيش ربما يعتبر أن الاحتجاجات تعبير شرعى عن إرادة الشعب أكثر من الانتخابات التى أتت بمرسى للحكم، وربما يتحرك لتسهيل نقل السلطة إلى حكومة تسيير أعمال من التكنوقراط. غير أن الصحيفة تشير إلى أن نطاق الاحتجاجات المقررة لا يزال غير واضح، ويمكن أن يتبين أنه تم المبالغة فيها بشكل كبير، إلا أن بعض معارضى مرسى مقتنعون بأن 30 يونيو سيكون بالغ الأهمية مثل الثورة التى أطاحت بمبارك. ونقلت الصحيفة عن أحمد سعيد، القيادى بجبهة الإنقاذ الوطنى ورئيس حزب المصريين الأحرار، قوله، "إنها ثورة ثانية، فالدور نصف النهائى كان فى 25 يناير، وهذا هو النهائى، ولا أعرف كم سيستغرق الأمر، لكن مرسى سيضطر للرحيل، ولن تكون مصر كما كانت بعد يوم 30 يونيو". لكن ربما يكون المحتجون قد قللوا من حجم مؤيدى مرسى، وأيضاً الأغلبية الصامتة، الذين ربما يكون العديد منهم قد تأثر بخطاب مرسى يوم الأربعاء الماضى، فرغم تدنى شعبيته بحسب استطلاعات الرأى، إلا أن تأييده لا يزال قوياً، وبإمكانه الحشد بسهولة مثلما يفعل معارضوه. ويخشى المراقبون من نتائج عنيفة فى ظل رفض جميع الأطراف للتسوية السياسية، فيقول ناثان براون، أستاذ العلوم السياسية بجامعة جورج تاون الأمريكية، إن المصريين يعيشون فى فقاعاتهم، فعدد من يعتقدون أنهم يتحدثون باسم الشعب مزعج إلى حد ما، فالرئاسة تعتقد أنها منتخبة من الشعب المصرى كله، والجيش يعتقد أنه "إيد واحدة مع الشعب"، والمعارضة تعتقد أنها تمثل المجتمع كله. ويقول "براون"، إنه فى أى دولة أخرى، يمكن أن يؤدى الاستقطاب العميق إلى حرب أهلية، لكنه يستبعد هذه النتيجة فى مصر، حيث لا تملك الفصائل المختلفة ميليشيات منظمة، إلا أنه يتوقع نوعاً من الانهيار فى النظام السياسى والمدنى. من جانبه، يقول ياسر الشيمى، المحلل بمجموعة الأزمات الدولية، إن المعارضة يجب أن تتحمل جزءاً من المسئولية، لكن الرئيس يجب أن يفعل المزيد من أجل التواصل معها، وأكبر الأضرار التى قام بها مرسى كان عدم سعيه باجتهاد لتحقيق التوافق والمصالحة بقدر ما يجب أن يفعل. أما شادى حميد، الخبير بمركز بروكنجز، فيقول إنه ستكون هناك احتجاجات كبيرة وسيقع قتلى بالتأكيد فى صدامات بجميع أنحاء البلاد، إلا أن توازن القوى الرئيسى سيظل موجودا، سيبقى مرسى، وسيكون هناك "جمود فعال"، فعندما يجد الناس أن مرسى لم يترك السلطة، سيجبر كلا الطرفين فى النهاية على الحوار الجدى معاً وتقديم تنازلات.