تألق وشقاوة وجدل وأدوار جريئة وشخصيات تعيش بفطرتها وتعشق الحياة، وامرأة فى خريف العمر، وضحك ممزوج بالبكاء، إنها الفنانة سعاد حسنى التى لم تظهر حتى الآن أى ممثلة قادرة على الوصول إلى نفس مكانتها. ورغم أنه عادة بعد رحيل النجوم السوبر ستار يظهر أحد الوجوة الجديدة الذى يسارع النقاد أو الجمهور بتشبيه بأحد هؤلاء النجوم، حيث حدث ذلك مع أحمد زكى وقارن البعض أداء الفنان الشاب عمرو سعد بأداء النجم الأسمر الراحل، وأيضا أشار بعض النقاد إلى أن النجم الشاب آسر ياسين به الكثير من الأداء التمثيلى وملامح أحمد زكى، وحدث ذلك أيضا مع رشدى أباظة وعادل أدهم، وأيضا مع فنانات مازلن على قيد الحياة مثل فاتن حمامة، حيث حاول البعض تشبيه إلهام شاهين فى بدايته الفنية وأيضا عبلة كامل بالفنانة القديرة فاتن حمامة. لكن لم يجرؤ أحد على تشبيه أى فنانة بالراحلة سعاد حسنى، فلم نرَ إلا سندريلا واحدة، عاشت وقدمت فنا متميزا، وأعمالا سينمائية متنوعة حيث شاهدنا فى بدايتها من خلال فيلم "حسن ونعيمة"، وأيضا "البنات والصيف" و"أعز الحبايب"، و"إشاعة حب" و"عائلة زيزى"، وغيرها من الأفلام التى قدمت فيها دور الفتاة الشقية، لتفاجئ جمهورها بعد ذلك بدروها فى فيلم "القاهرة 30"، حيث جسدت دور "إحسان" تلك الفتاة الفقيرة التى تضطرها ظروفها لترك حبيبها والزواج من "ديوس" يهيبها أحد البشاوات، وأيضا دورها شديد التميز فى "شفيقة ومتولى" و"الزوجة الثانية"، و"الجوع"، و"الاختيار" مع يوسف شاهين، و"أهل القمة" لنجد فنانة أخرى اكتسبت خبرة فنية وتمردت على أدوار البنت الشقية، لتنال احترام الجميع، وتبقى واحدة من الفنانات القليلات اللائى أجدن تجسيد مختلف الشخصيات. صدقنا سعاد عندما قدمت دور "زوزو ألماظية " الفتاة الجامعية من شارع محمد على وتعمل راقصة تلك المهنة التى توارثتها من والدتها، ولكنها تحاول التغلب على تلك الظروف فى فيلمها "خلى بالك من زوزو"، كما صدقناها عندما قدمت دور "زينب" الفتاة المناضلة المثقفة فى "الكرنك"، ونالت احترامنا عندما قدمت دور الزوجة فاطمة الفلاحة فى "الزوجة الثانية"، وذلك لأنها فقط لم تستسهل النجاح وخاضت تحديات كثيرة مع نفسها. لذا وجدنا أنه عندما حاولت منى زكى التشبه بسعاد حسنى فى مسلسلها "السندريلا"، الذى أكد صناعه أنهم يكرمون سعاد فى ذلك العمل، لكنه جاء مخيبا للآمال، لم تنجح منى رغم قدراتها التمثيلية فى الوصول إلى نفس تفاصيل شخصية السندريلا، ووجدت منى نفسها فى ورطة ومغامرة لم تحسبها كثيرا، وربما نحن فى حاجة إلى شاعر مثل عبد لرحمن الخميسى مرة أخرى الذى اكتشف سعاد حسنى لكى يقدمها للوسط الفنى.