بعد حلقة برنامج الغندور التي تناولت سيرة أم كلثوم ومجهودها الحربي في دعم الجيش المصري خلال حرب أكتوبر وحرب الاستنزاف وقبلهما نكسة 1967، تصدرت أم كلثوم تريند جوجل، وتداول رواد السوشيال ميديا قصصًا وحكايات عن كوكب الشرق، آخرها قصاصة من صحيفة قديمة توقفت عن الصدور في الوقت الحالي، منشور بها خبر عن حكم بإعدام أم كلثوم، فما القصة؟. في السادس من يوليو عام 1949، نشرت صحيفة البلاغ المصرية خبرًا غريبًا حول أم كلثوم، حيث أعلن راديو إسرائيل صدور حكم بإعدامها، وجاء هذا الحكم في سياق الغضب الإسرائيلي من نشاطاتها الفنية التي اعتبرت تحريضًا ضد الكيان الصهيوني بعد حرب فلسطين عام 1948. يعود هذا الحكم إلى الحفلات الغنائية التي أقامتها أم كلثوم في فلسطين، حيث كانت تقدم عروضًا ترفيهية للجنود الفلسطينيين والقوات العربية المشاركة في الحرب، وقد أثارت إحدى عبارات أغانيها، «تؤخذ الدنيا غلابا»، ردود فعل قوية من الجانب جيش الاحتلال، مما دفع الحكومة الإسرائيلية إلى اتهامها بتحريض الشعوب العربية ضدهم. لم تكن أم كلثوم وحدها في هذا السياق، بل وُجهت نفس الاتهامات أيضًا إلى مطربتين أخريين هما سليمة باشا وسهام رفقى. أحدث هذا الحكم ضجة كبيرة في الأوساط الثقافية والفنية العربية، واعتبر الكثيرون أن هذا القرار يعتبر محاولة لإسكات صوت الفن الذي يعبر عن القضايا الوطنية. أم كلثوم، التي كانت تُعتبر رمزًا للفن العربي، وجدت نفسها في مرمى نيران السياسة. لكن رغم ذلك، استمرت في تقديم حفلاتها وأغانيها، مما زاد من شعبيتها بين الجماهير. وبعد توقيع اتفاقية الهدنة الدائمة بين مصر وإسرائيل في يوليو 1949 بمدينة «رودس» اليونانية، أعلن راديو إسرائيل إلغاء حكم الإعدام ضد كوكب الشرق، وبدأت الإذاعة الإسرائيلية في بث أغانيها، واصفة إياها بأنها واحدة من أعظم المطربات العربيات. وكانت أول أغنية تم بثها لها هي «ياما أمر الفراق»، مما يدل على حدوث تحول جذري في موقف الحكومة الإسرائيلية تجاه كوكب الشرق أم كلثوم.