قال وزير المالية الألمانى فولفجانج شويبله، فى مقابلة مع صحيفة "ليزيكو" الاقتصادية الفرنسية اليوم، الاثنين، إن السياسيين فى الاقتصادات المتعثرة بمنطقة اليورو يجب أن يهاجموا "الأسباب الحقيقية" لصعوبات بلادهم وليس المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. وفى معرض رد شويبله على وثيقة أعدت مؤخرا من جانب الحزب الاشتراكى الحاكم فى فرنسا حيث هاجمت "التصلب الأنانى" لميركل، قال إنه "بدلا من الهجوم على الأسباب الحقيقية للمشاكل الحالية، يفضل بعض السياسيين البحث عن كبش فداء"، وأضاف أن "هذا الاتجاه موجود أيضا فى بلادنا". كان تمت إزالة الملاحظات من وثيقة الحزب الاشتراكى، لكن الهجوم عكس التوترات بين الحلفين بشأن مسعى التقشف الألمانى الذى يتم إلقاء اللوم عليه على نطاق واسع فى تفاقم الأوضاع الصعبة فى أوروبا، وعلى مدار الأسبوع الماضى، تدافع كلا الجانبين من أجل التقليل من وجود خلاف. وقال الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند لمجلة شبيجل الألمانية، فى طبعتها الصادرة اليوم الاثنين، "إنه لا يوجد عداء شخصى بينى وبين ميركل" فى موقف يشترك فيه شويبله. وأضاف الوزير الألمانى قائلا: "أبلغت (وزير المالية الفرنسى) بيير موسكوفيتشى بابتسامة، أننى لن أصوت لصالح حزبه ورد هو بابتسامة أنه لن يصوتى لحزبي، لكننا سنظل أصدقاء وسنعمل سويا"،وربط خبراء اقتصاد بين النزاع الفرنسى الألمانى وهوة الاختلاف المتزايدة بين أكبر اقتصادين فى أوروبا. ويتوقع الاتحاد الأوروبى أن يصل عجز الميزانية الفرنسى إلى 3.9% من الناتج المحلى الإجمالى هذا العام مقابل 0.2% بالنسبة لألمانيا. وبعد أن توقعت أن منطقة اليورو ستظل ترزح تحت ركود طوال العام الحالى، منحت المفوضية الأوروبية الأسبوع الماضى فرنسا وأسبانيا مهلة إضافية مدتها عامان لخفض عجز ميزانياتهما إلى ما دون مستوى 3% من الناتج المحلى الإجمالى. غير أن شويبله حذر من أن ذلك لا يعنى أن يشعرا بالرضا لما حققاه من إنجازات والاكتفاء بذلك، وأكد أن "أمرا واحدا واضحا بالفعل "هو أننا لا نستطيع التنازل عن مسار الإصلاح".