فى احتفالية تأبين الكاتب الكبير يوسف أبو رية، شنت الكاتبة إقبال بركة هجوماً شديداً على الأدباء الروائيين وأعضاء نادى القلم لعدم حضورهم، رغم أنه وجهت إليهم الدعوة جميعاً، كما تغيب الكاتب خيرى شلبى مقرر لجنة القصة والدكتور محمد بدوى، وقالت بركة "هذا الموقف مؤسف لأن كل واحد بييجى عليه الدور". الدكتور هيثم الحاج على تحدث عن تجربة يوسف قائلاً إنه استطاع إنشاء تياره الخاص فى الكتابة الذى لا يكرر من سبقوه من جيل الستينيات، وإنما يتجاوزهم، وهو ما استفادت منه الأجيال التالية، مشيراً إلى أن لغته ميزة عن سابقيه وملهمة لمن أتوا من بعده من الكتاب الشباب لأنها لغة تصنع مجازها الخاص بعيداً عن البلاغة التقليدية. وتحدث هيثم الحاج عن مدى الظلم الذى تعرض له أبو رية فى حياته قائلاً "منذ 6 سنوات فى أحد المؤتمرات، كان هناك مجموعة من الأبحاث جمعها وأعدها الشاعر أشرف عويس بعنوان "المفتون بالذاكرة ..دراسات حول يوسف أبو رية" ودار بها على كل الأماكن ولم تطبع حتى الآن فرفضت فى المجلس الأعلى للثقافة، والآن هذه الأبحاث فى هيئة قصور الثقافة منذ عامين ولم تطبع بعد"، مشيرا على أنه كيف يكون رجل بقامة "أبو رية" السردية ولا يتحمس المسئولون لنشر كتابه، ودعا الهيئة لنشر الكتاب. الدكتور حسين حمودة تناول تجربة وعالم أبو رية قائلاً "ما أكثر الأبواب التى تؤدى إلى يوسف ولعله فى ضيافتنا ولعلنا فى ضيافته، ويمكننا أن ندخل إلى عالمه من أكثر من مدخل منها هاجس التغيير والتحول والتنامى والتلاشى وتجسد الزمن واقتناص العوالم البيئية فى ريف يتمدين أو العكس، مشيراً إلى أن هناك قيمة كبيرة فى سرد يوسف بشكل عام، حيث يقدم لنا صيغة تكاد تكون سمعية لا تقف عند حدود الكتابة فقط، ولغته فى كل أعماله تجمع بين نبرات وإيقاعات ومستويات متعددة ومتنوعة. الكاتبة إقبال بركة قالت "كنت أتمنى أن يكون يوسف سمع الكلام ده فى حياته لأنه كان يتملكه إحساس بالمرارة رغم معرفة الجميع أنه كاتب موهوب، ولكن كان تقديره فى البلدان العربية أكبر كثيراً"، فيما تحدثت الدكتورة عواطف عبد الرحمن عنه بحميمية شديدة وعن أحلامه وطموحاته ورغبته منذ بدايته ألا يعمل فى الصحافة قائلة "أتحدث عن أعز الأبناء وقد تركنا دون مبرر مبكراً جداً، ولم يكن مهتماً بالجوائز وإنما كان هدفه فقط أن يعبر عن المخزون الذى امتلأ به من واقع معايشته لأهله وللتراث، وكان يتمنى فسحة من الوقت كى ينير الطريق".
