الزيارة التى قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسى أول أمس الخميس لدولة إريتريا الشقيقة، ولقاؤه بشقيقه الرئيس أسياس أفورقى.. زيارة مهمة فى توقيتٍ مهم للغاية، فى ظل العلاقات التاريخية المتينة التى تربط بين القاهرة وأسمرة، واهتمام الدولة المصرية فى عهد الرئيس السيسى، بتنامى العلاقات المصرية - الإفريقية فى العموم، والعلاقات مع إريتريا على وجه الخصوص. وترتبط مصر مع إريتريا بعلاقاتٍ تاريخية، وكان للقاهرة الدور الأكبر فى دعم وتأييد الثورة الإريترية حتى تحقيق الاستقلال الوطنى الإريترى عام 1993، وبعد استقلال إريتريا، شاركت مصر فى التهنئة بإعلان الاستقلال وإرساء أسس قوية لتطوير العلاقة المستقبلية وتنمية التعاون بين البلدين فى جميع المجالات، كما يقول تقرير مطول للهيئة العامة للاستعلامات. كما أن الزيارات المُتبادلة بين البلدين على المستوى السياسى تُعد من أكثر الزيارات التى توليها مصر اهتماماً على مستوى القارة، خاصة فيما يتعلق باستقرار الملاحة وأمن البحر الأحمر الذى تمتد إريتريا على سواحله بطول 2234 كيلو متراً. وارتفع حجم التبادل التجارى بين البلدين الشقيقين مصر وإريتريا، وتُقدر نسبة السلع المصرية الموجودة بالسوق الإريترى «بصفة ثابتة» بنحو 10% من إجمالى السلع، ترتفع أحياناً بنسبة 60% فى بعض المنتجات، خاصة مع القبول الذى تتمتع به السلع المصرية على مستوى المواطن الإريترى، فضلاً عن سمعتها الطيبة هناك. وهناك تعاون كبير بين البلدين فى مجالات التعدين والطاقة والذى يضم شبكة الربط الكهربائى، بجانب حفر الآبار ومشروعات إنشاء السدود وتخزين مياه الأمطار، واستخدام التكنولوجيا الزراعية، وكذلك فى صيد الأسماك، وأيضاً فى التصنيع الدوائى الذى تتميز به مصر. أما من حيث التوقيت، فيأتى مع الاهتمام الكلى لمصر بالاستقرار فى قارتنا الحبيبة وانتعاشها اقتصادياً وعمرانياً، باعتبارنا إحدى الدول المؤسسة لمنظمة الوحدة الإفريقية عام 1963، التى تحولت إلى الاتحاد الإفريقى لاحقاً عام 2002، ونحن من أكبر المساهمين فى ميزانيته، كما عادت مصر بالانتخاب وبالإجماع لعضوية مجلس السلم والأمن بالقارة لمدة عامين وحتى مارس 2026.