القوة الضاربة لمصر ليست فقط فى العرض العسكرى لأحد تشكيلات الجيش الثالث الميدانى الذى تم خلال الفترة الماضية، وليس فقط فى العرض العسكرى لحفل تخرج طلبة الأكاديمية العسكرية التى ظهرت فيها رسائل مباشرة لإسرائيل بالتدريب على استهداف دبابتهم الميركافا وطائرتهم الشبحية الأمريكية، وليس فقط فى العرض العسكرى لتفتيش حرب الفرقة السادسة المدرعة للجيش الثانى الميدانى الذى ظهرت فيه قوة ضاربة للجيش المصرى لم تظهر من قبل بهذه الصورة من الجهوزية والاستعداد القتالى والأسلحة الجديدة التى أغلبها مصرية الصنع. كل ما سبق ذكره ليس هو المقصود فقط بالقوة الضاربة للجيش المصرى، وإنما أيضاً سلسلة التحركات المصرية فى القارة الإفريقية، التى كان آخرها لقاء قمة ثلاثى جمع بين الرئيس المصرى والرئيس الإريترى والرئيس الصومالى للتنسيق والتعاون فى مختلف القضايا التى تهم البلدان الثلاثة . وليس فقط فى تحركات المخابرات العامة المصرية على مختلف الجبهات سواءً فى الأردن والعراق والخليج وليبيا والسودان والصومال وبلدان أخرى تم ربطها بالمصلحة المصرية عن طريق جولات قوية للواء عباس كامل الذى يقوم بدورٍ خارق للعادة لتعزيز النفوذ المصرى فى الإقليم بالكامل. إنما أيضاً فى الدور المصرى الدولى الذى جعل الدول العظمى تتصارع وتتسابق نحو كسب الدولة المصرية فى معسكرها للحصول من خلالها على شبكة علاقات ومصالح قوية.. وهذا ما ترفضة مصر أن تنحاز لأى من القوى العالمية الكبرى وإنما تفرض القطب الثالث المحايد فرضاً على الجميع وتجبرهم على الخضوع للرغبات المصرية. لك أن تتخيل صديقى القارئ أن الإعلام العبرى الذى ظل يهاجم الدولة المصرية طوال هذه الأشهر ويهاجم شخص الرئيس السيسى بشدة وعدوانية، نجده الآن ينشر مقالاً فى واحدة من أهم الصحف العبرية وهى «جيروزاليم بوست» بعنوان «سلسلة انتصارات السيسى»، فليس من الطبيعى أن يمدحك عدوك فى حالة الحرب معه ولكنه يصير طبيعياً فى حالة خضوعه لك ويأسه منك ومحاولته كسبك وإرضاءك بسبب قوتك الضاربة التى فرضتها فرضاً عليه وعلى الجميع.. فالإعلام العبرى الذى لا يكتب حرفاً إلا بعد موافقة الجهات الأمنية نجده الآن يستجدى رضاء مصر ويتملقها لكى يُحيِّد هذه الجبهة فى حين أنه فى نفس الوقت نجد القاهرة تعلنها صراحة أننا نتدرب لتدميركم أنتم. ولك أن تتخيل أن أمريكا التى ما زالت القطب الأول والرئيسى فى العالم تخضع لك وترفض بشدة الدعوات التى ظهرت بحجب جزء من المعونة العسكرية لمصر بذريعة حقوق الإنسان وعدم الحفاظ بشكل كافٍ على السلام بين مصر وإسرائيل رغم أن مصر قد خرقت معاهدة السلام بالفعل عندما دفعت بالقوة الضاربة للجيش المصرى بالدخول للمنطقة ج داخل شمال سيناء بالكامل رداً على الاختراق الإسرائيلى باحتلال محور فيلادلفيا.. فنجد الخارجية الأمريكية تستجدى رضاء مصر وترسل لها المعونة بالكامل والبالغ قيمتها 1.3 مليار دولار غير منقوصين . ونجد أن مفاتيح اللعبة بالكامل أصبحت فى يد مصر سواءً فى الملف الفلسطينى- الإسرائيلى، أو الملف الليبى، أو الملف السودانى، أو الملف الصومالى، أو ملف شرق المتوسط، وضالعة فى ملفات دول مثل: سوريا والعراق والأردن ولبنان.. فالإجابة ستظل دائماً القاهرة التى تمسك بزمام الأمور وتمتلك وحدها وبتفرد تام مفاتيح المنطقة بالكامل وعندها ومن خلالها فقط يتم الحسم والحل. كل هذا بفضل القوة الضاربة المصرية سواءً للجيش المصرى العظيم أو جهاز المخابرات العامة المصرية وكل أجهزة الدولة التى وضعت مصر فى مكانتها الحقيقية التى تستحقها دائماً لتحيا مصر رغم أنف الجميع.