محافظ القاهرة: أؤمن بالعمل الميداني والتواجد بين المواطنين للتعرف على مشاكلهم    مجلس الدولة يعلن تشكيل مناصبه الرئاسية    الحكومة الجديدة 2024.. أول تعليق من وزيرة البيئة بعد حلف اليمين الدستورية    ماذا قال هانى سويلم لقيادات الرى عقب أداء اليمين الدستورية؟    هل ينسحب بايدن من سباق الرئاسة الأمريكية.. البيت الأبيض يرد    الرئيس الصيني: علينا أن نحافظ على الصداقة مع روسيا إلى الأبد    محافظ القليوبية الجديد: أدعوا الله أن أكون على قدر المسؤولية    وزير الرياضة: تفعيل الجهات الشبابية في المجتمع المصري أولوية    مصرع شاب غرقا في ترعة بالمنيا    أحمد حلمى لجمهوره : "استنونى الليلة فى حلقة مش مفهومة فى بيت السعد"    بيان الإنقاذ وخطاب التكليف !    21 توصية للمؤتمر الثالث لعلوم البساتين.. أبرزها زراعة نبات الجوجوبا    أبو الغيط يبحث مع الدبيبة الأوضاع في ليبيا    قناة أمريكية: هجمات حماس ورد الاحتلال يخلق مأساة جديدة في خان يونس    هيئة الانتخابات التونسية: قبول الترشحات للانتخابات الرئاسية مبدئيا خلال يوليو وأغسطس    «ابدأ» بعد تشكيل الحكومة الجديدة: مستمرون بالتعاون مع كل الجهات المعنية بالصناعة في الدولة    أرسنال يدخل سباق التعاقد مع كالافيوري    مجلس العقار: مطلوب تبني سياسات داعمة لتنشيط السوق وجذب الاستثمارات بشكل أكبر    رئيس الإنجيلية يهنئ مرجريت صاروفيم على توليها منصب نائبة وزيرة التضامن    هاجر أحمد: تصوير «أهل الكهف» في 4 سنوات أمر في غاية الصعوبة    الروائي أحمد طوسون: الاهتمام بالطفولة يجب أن يصبح ضمن أولويات وزير الثقافة الجديد    يامال: أتمنى انتقال نيكو ويليامز إلى برشلونة    بمشاركة منتخب مصر.. قناة مفتوحة تعلن نقل قرعة تصفيات أمم أفريقيا 2025    طقس الخميس.. شديد الحرارة رطب نهارا مائل للحرارة ليلا على أغلب الأنحاء    محامية المايسترو هاني فرحات ترد بالمستندات على طليقته: الطلاق تم بعلمها    سوداني يسأل الإفتاء: أريد الزواج من فتاة ليس لها وليّ فما الحكم؟.. والمفتي يرد    السيرة الذاتية للدكتور محمد سامي التوني نائب محافظ الفيوم    خالد عبد الغفار يقر بمشروع التأمين الصحى الشامل على رأس تكليفات الرئيس السيسى    ماذا نعرف عن الدكتور عمرو قنديل نائب وزير الصحة والسكان؟    وزير الإسكان يؤكد على أولوية مشروعات الإسكان والتطوير في مصر    لويس دياز يحذر من الاسترخاء أمام بنما    أشرف صبحي: مستمرون في تحقيق رؤية مصر 2030    وزير الأوقاف: سنعمل على تقديم خطاب ديني رشيد    للتدريب على استلهام ثقافة المكان في الفن.. قصور الثقافة تطلق ورش "مصر جميلة" للموهوبين بدمياط    حسام حسني يطرح أغنية «البنات الحلوة»    خبيرة فلك تبشر الأبراج النارية والهوائية وتحذر العذراء    وزير الخارجية: مصر ركيزة الاستقرار فى منطقة تموج بالصراعات ودورها الإقليمى والدولى واضح    تركت 3 أطفال.. قرار عاجل من النيابة بشأن المتهم بقتل زوجته في طنطا    ضبط 44 جروبًا على "واتس آب وتليجرام" لتسريب الامتحانات    المؤبد و10 سنوات لصاحب معرض السيارات وصديقه تاجري المخدرات بالشرقية    فريق طبي ب ملوي التخصصي ينقذ مريضا من الإصابة بشلل رباعي    السيرة الذاتية للدكتور إبراهيم صابر محافظ القاهرة    مصرع شخص في حادث تصادم بالدقهلية    طريقة عمل كباب الحلة، أكلة سريعة التحضير وموفرة    اشتباكات في بؤر استيطانية في الضفة المحتلة.. ومستوطنون يرمون الحجارة على قوات الاحتلال    النائب إيهاب وهبة يطالب الحكومة بالتوسع في إنشاء صناديق الاستثمار العقاري    رئيس جامعة حلوان يهنئ الدكتور أحمد هنو لتعيينه وزيرا للثقافة    حملات يومية بالوادي الجديد لضمان التزام أصحاب المحلات بمواعيد الغلق    النائب إيهاب أبو كليلة يطالب بتفعيل دور صناديق الاستثمار العقاري    موعد إعلان نتيجة الدبلومات الفنيه 2024 ورابط الحصول عليها    أمين الفتوى: ثواب جميع الأعمال الصالحة يصل إلى المُتوفى إلا هذا العمل (فيديو)    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاربعاء 3-7-2024    عودة المساجد لسابق عهدها وتطوير هيئة الأوقاف.. ملفات على طاولة أسامة الأزهري وزير الأوقاف الجديد    اللواء علاء عبد المعطى محافظ كفر الشيخ الجديد.. تعرف عليه    ليس زيزو.. الزمالك يحسم ملف تجديد عقد نجم الفريق    تطورات الحالة الصحية ل حمادة هلال بعد تعرضه لأزمة صحية مفاجأة (خاص)    تعرف على القسم الذي تؤديه الحكومة أمام الرئيس السيسي اليوم    يورو 2024.. مواجهات ربع النهائي ومواعيد المباريات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رحلة داخل القطار
نشر في اليوم السابع يوم 19 - 05 - 2009

كل يوم يدلوا لنا المسئولون بتصريحات عن استقدام خبراء جدد كان آخرهم من إيطاليا لتدريب السائقين بهيئة سكك حديد مصر ورفع مستوى كفاءة القطارات وصيانتها وغيرها.. ومنذ أن كنت صغيرة كان أبى رحمه الله وغيره يردد عبارة "كان زمان القطار يسير أمام منزل عائلتنا بإحدى قرى الدقهلية، وكنا نضبط ذهابنا للعمل بالقاهرة على سرينته المعتادة، وكان وقته بالثانية قبل الدقيقة والساعة.
حينما كبرت وبحكم تخصصى فى رصد الحوادث والكوارث خاصة الكبرى بحكم تعاملى فى تغطية أخبار مكتب النائب العام.. قمت بتغطية حادث احتراق قطار الصعيد قبيل عيد الفطر بساعات قليلة على مقربة بمدينة العياط. وكذلك الحادث الإرهابى الذى وقع لأتوبيس السائحين الألمان أمام المتحف المصرى الذى وقع فى التسعينيات من حيث احتراق الجثث وانحشارها بين المقاعد.. على الرغم من أن حادث القطار لم تحدد أسبابه حتى الآن، رغم محاكمة بعض المسئولين والعاملين فقد جاء انحشار الجثث لضيق المقاعد وغلق النوافذ على طريقة السجون بأسياخ حديدية.. حتى وصفته إحدى الوكالات الإخبارية حينئذ "بسجن من جحيم".
أما انحشار جثث الألمان التسعة فى الأتوبيس جاء لطول وضخامة أجسامهم.. وبعيداً عن القرب والبعد بين الحادثتين والعودة بالذاكرة إليهما.. فقد قادنى قدرى الجميل أن أكون ضمن كوكبة من الزملاء الأفاضل فى رحلة إلى أسوان.. تلك المحافظة الجميلة المسماة "بوابة أفريقيا" كنا جميعاً من مختلف الصحف المعارضة والمستقلة والقومية.. كان يقودها الزميل والصديق العزيز على القماش.. ورغم اختلاف صحفنا وأفكارنا، لكننا كنا فى غاية الائتلاف حمداً لله... رغم إصابتى بالرعب من ركوب القطارات من جراء ما أراه من حوادث، من ترك فرامل قطار المنصورة قبل دخوله المحطة بعشرات الأمتار، وغير ذلك واصطدامه بآخر فى قليوب، إلا أننى جازفت وانتاب أسرتى أيضاً الفزع.. فكل ساعة يرن محمولى لتطمئن أمى وإخوتى علينا إحنا بقينا فين.. حتى جاءت الساعات الأولى من صباح اليوم التالى فى القطار قمت بأداء صلاة الفجر فى الخامسة.. ثم وصلنا إلى أسيوط.. بدأ الجميع بعد ذلك فى الذهاب للبوفيه لاحتساء المشروبات أو تناول "ساندويتش" خفيف لحين الوصول.
كان عددنا 31 صحفيا وصحفية، كانت مقاعدنا تجاور بعضها بعضا، ولكن على مقربة من بعض الجيران فى القطار.. إخواننا الصعايدة، أصابنا جميعاً الضيق والضجر.. من هذه المقاعد الضيقة الصلبة.. بدأوا ينتفضون وينفضون ما يضعونه على أجسادهم من أغطية تبين اعتيادهم على ذلك لتكرار سفرهم، ولكن اللافت للنظر أن هناك أسرة صعيدية ظلت ساهرة مثلنا، لكن ليس خوفاً مثلما انتابنا أو فرحة بالراحة مثلما كان حالنا أيضاً، فقد انتابتنا مشاعر متباينة طوال رحلة القطار.
هذه الأسرة التى كانت ربتها حامل وعلى وشك الوضع، وكانت دائمة الصراخ والبكاء من خشية الآلام فقد ظل بنا القطار واقفاً أمام محطة أسيوط منذ الخامسة حتى التاسعة والنصف، وكل من يتصل بنا نقول له نحن ما زلنا فى أسيوط.. الكل غير مصدق فقد أمتلأ القطار بصراخ الأطفال وبكاء البعض من الألم، وكادت هذه السيدة التى ظل بعض زملائى القريبة مقاعدهم منها فى تهدئتها منذ القدوم لأسيوط حتى وصولها إلى محطة كوم أمبو بلدها وكان ذلك قرب صلاة العصر.
تخيلوا.. استقلينا القطار فى الحادى عشر والنصف ليلاً من رمسيس لنصل فى اليوم الثانى فى الثانية عصراً.. وكان مقرراً وصولنا إلى حيث نسكن أيام قليلة فى التاسعة صباحاً.. تخيلوا ماذا حدث داخل القطار فى هذه الرحلة.. التى تعطل أمامه قطار آخر انقلبت عربته الأخيرة وتسبب فى ذلك.. فحمداً لله على هذا الحادث الخفيف بدلاً من أن أصبح صحفية حوادث ضمن ضحايا قطار القاهرة أسوان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.