أصابت عدوي التلقين تدريب عمال السكة الحديد وأصبح تدريبهم الآن يتم من خلال قدامي السائقين في معهد "الشيخ رمضان" بينما "معهد وردان" وهو أحد المراكز المهمة لتدريب عمال السكة الحديد ليس في مصر فقط بل بالشرق الأوسط والذي تأسس عام 1978 بتعاون بين مصر وبرنامج التنمية بهيئة الأممالمتحدة علي مساحة 150 فداناً معطل منذ ما يقرب من 5 سنوات وهناك من يردد أنه سيغلق أو يؤجر للأكاديمية البحرية لإنشاء مشروعات خاصة بها مستغلة مساحته الشاسعة. بينما يتم تدريب السائقين بأحد مخازن الهيئة الصغيرة الذي يطلقون عليه معهد "التدريب بالفرز" في منطقة الشيخ رمضان ويتحول الأمر بالنسبة لهم وكأنه نوع من العقاب، أما باقي العمالة الفنية بالسكة الحديد من عمال إشارات وتحويلة بعد "وردان" لم يعد لهم تدريب. يقول سعيد الشيمي - سائق درجة أولي قضي أكثر من 30 سنة بالهيئة أن "معهد وردان" تخرج فيه العديد من الكوادر المهنية المتميزة وآخر دفعة كانت منذ 5 سنوات وحاليا تم إلغاؤه لاقامة مشروعات لإصلاح الأكاديمية البحرية.. وعن نظام الالتحاق به بعد الإعدادية أو لحملة الدبلوم الفني الصناعي والأولوية كانت لأبناء العاملين بالهيئة لكونهم قد يأخذون خبرة أكبر سواء من الدراسة أو من أقاربهم العاملين لافتا إلي أن تدريب السائقين في الوقت الحالي بالفرز في الشيخ رمضان كان مكانا مخصصا للتدريب قبل وردان ولكنه محدود للغاية وحاليا تتم جميع التدريبات به وتكون مدة التدريب 15 يوما يأخذها السائق من أجل الحصول علي الترقيات ولابد من النجاح بها وإلا تؤثر علي دخله ويبدأ التدريب من الساعة 8 صباحا وحتي 2 ظهرا ويعتمد نظام التدريب علي التلقين ويحاضر بالمعهد العديد من السائقين القدامي كما يعد هذا المعهد نقطة لتدريب السائقين علي مستوي الجمهورية فيأتي إليه السائقون من جميع الأقاليم، ومع ذلك لا تتوافر أماكن لائقة كاستراحات لهم علي أساس اعتبارها أماكن للاقامة فهي تعد غير آدمية ويوجد بها جميع أنواع الحشرات، وعلي الرغم من قضاء السائق وقتا كبيرا بالتدريب لا يحصلون علي وجبات غذائية وكل هذه الأمور تعد عبئا وتكلفة زائدة بالنسبة لنا.. ويلفت الشيمي إلي أن الجرارات الجديدة يقتصر التدريب عليها عن طريق أخذ معلومات هامشية عنها كمعرفة تشغيلها، أما باقي الامكانيات التي بالقطار فيكتشفها السائق من خلال خبرته فيما بعد. وأهم ما يتم التأكيد عليه في التدريب هو اللائحة أي التعليمات التي يجب أن يسير عليها السائق أما المعلومات الجديدة التي يجب أن يعرفها السائق فهي غير متوافرة وبالتالي كل مرة يأخذ نفس التدريب الذي حصل عليه دون أي جديد به.. إلي جانب أن أيام التدريب تخصم من راتبه.. يقول محمد عزت - مدرب بالمعهد في الشيخ رمضان أن معهد وردان كان متعلقا بتدريب كل عمال السكة الحديد في جميع المجالات من عمال الاشارات والأبراج والحركة أي منظومة متكاملة أما معهد الفرز فهو خاص بتدريب السائقين ويتوافر بالمعهد إمكانيات جيدة حيث يتواجد في ورش الفرز الخاصة بالهيئة التي يتواجد بها جميع طرازات الجرارات التي يتدربون عليها بشكل عملي ويتكون المعهد من 3 فصول وقاعة كبيرة ومكان به نماذج للجرارات للتدريب عليها أما برنامج التدريب فيكون كل ما يتعلق بالقاطرة من ميكانيكا وكهرباء ولاسلكي وتدريب حريق.. ويضيف أن أبرز مشكلة يعاني منها السائقون ويشتكون منها أثناء التدريب هي ربط التدريب بخفض المرتب ويطالب عزت بتغيير هذا النظام بحيث تكون هناك حوافز علي التدريب. وينفي حسن حسن عبدالمقصود - نائب رئيس نقابة العاملين بالسكة الحديد ما يتردد عن إلغاء معهد وردان ويقول إن "وردان" يعد من أكبر المعاهد في التدريب في مجال السكك الحديدية علي مستوي الشرق الأوسط وصرح كبير لا يمكن الاستغناء عنه بل دخل في نطاق التطوير والتحديث ولا يزال تابعا للهيئة الاكاديمية البحرية تقوم بعمل التطوير به فقط وليس من أجل تنفيذ مشروعات خاصة بها.. ويشير إلي أن وجود خطة متكاملة من أجل استخدام نظام الكمبيوتر والآلي في جميع المعدات به لكي يتناسب مع المتطلبات العالمية الحديثة في هذا المجال.. ويضيف أن السائقين يخضعون إلي تدريبات مستمرة ومكثفة وإلي أن يصل إلي سائق قطار يأخذ 15 سنة من الإعداد حيث يبدأ مساعدا ثم مساعدا أول ثم يتدرج من سائق درجة رابعة إلي الثالثة حتي يصل إلي الدرجة الأولي.. لافتًا إلي أنه يحاضر بمعهد تدريب السائقين في الشيخ رمضان نخبة من الخبرات المتميزة من سائقي الدرجة الأولي والمهندسين المتخصصين وبرامج التدريب كل 6 شهور بحيث تكون هناك تذكرة بالمعلومات المهمة التي يحتاجها السائق لرفع الخبرات.