العلاقة الحسية بين الرجل والمرأة من هو المسئول عن نجاحها أو فشلها هل هو الزوج هل هى الزوجة أم أن كلاهما مسئول عن جزء من المشاركة إذا نجح فيه اجتاز نصف الطريق نحو الآخر، البعض يرى أن نظرة الزوج منذ البداية إلى الفارق المادى بينه وبين أسرة زوجته يدفعه غالباً إلى التعويض بالنفور الحسى تجاهها والتطلع إلى التحدث مع أخريات فى العمل أو عبر المحمول مما يهين شعور زوجته، وأنا أحترم هذا الرؤية غير أنى أتحفظ على نقطة هامة أكدها علماء النفس تقرر أن سعادة الزواج أو شقائه تتوقف أساساً على العلاقة الشخصية بين الزوجين وتعتمد هذه العلاقة على درجة نشاطهما الحسى ومقداره وليس على مقدار ما مع أى منهما من مال أو ثروة أو جاه فإذا كان حساب الإيداع فى كشف الحساب الزوجى يشمل حياة حسية نشيطة مزدهرة يملأها التوافق والانسجام والإمتاع والاستمتاع لبقى فى الرصيد دائما مقدار فائض للسحب مهما زاد السحب زيادة عظيمة، وبالعكس فإن نقص الإغراء الحسى وقلة الاستمتاع والإمتاع بين الزوجين لا يمكن تعويضه تعويضا تاما، ويمكن التأكد من ذلك بسهولة فى فئات الشعب الميسورة التى لا تعرف المشاكل المادية ولا الاحساس بالدونية ولكن يزداد فيها شقاء الزوجين لعدم وجود رصيد النشاط الحسى الذى اشرت اليه سابقا، يقول " فان ديفيلد " صاحب كتاب الزواج الموفق: ان اثارة رغبات المرأة تحدث عادة ببطء فى النساء جميعا ولا سيما من لم يسبق لها تجربة الحياة الحسية فالمرأة أبطأ من الرجل فى التشوق والاستجابة والاستمتاع واذا اهمل الرجل هذه الحقيقة بسبب جهله او أثرته وأنانيته فلن ينجح فى إثارة زوجه وإمتاعها والانسجام معها حسياً نتيجة اختلافهما فى سرعة الاستثارة والاستمتاع وقد ينشأ عن ذلك شقاق ونفور ومتاعب تستمر مدة طويلة وفى هذه الظروف لا تتعلم المرأة أبدا كيف تجارى زوجها فى الحب ويخفق الزوجان تماما فى بلوغ النشوة الحسية العملية، وإيقاظ الرغبات الحسية ومعرفة وسائل الإمتاع والاستمتاع ليست إلا فنا مثل سائر الفنون ومن حسن الحظ أنه يمكن تعلمه بسهولة بشرط أن يكون الزوج محبا لزوجته أما من حرم من نعمة الحب فلن ينال الإلهام الذى ينير له الصراط المستقيم ويرشده إلى وسائل الإمتاع والاستمتاع، ليس معنى كل ما سبق أن المرأة لا دور لها فى هذه العملية، فعلى كاهلها يقع عبء إبقاء حساسية الرجل ورغبته فيها نفسيا عند المستوى العالى الذى يناسب طبعها ويناسب ذكورته بأن تبعد عن نفسها وأعمالها كل ما يضايقه أو يثير اشمئزازه وتبرع فى إغرائه وإثارة حواسه بالقدر الذى يرضى رغباتها ورغباته وتقسيم واجبات الزوجين بهذه الطريقة يجب ألا يكون مقياسا ثابتا لا رجعة فيه لأن أساس العلاقة الحسية هو التعاون والمشاركة بين الزوجين فى النشاط الحسى كما يتعاونان فى سائر ألوان النشاط الزوجى.