سيرهو جيراسي، اسم يتردد كثيرًا في عناوين التقارير التي يسلط فيها الصحفيون الضوء على أكثر لاعب حول العالم في موسم 2023-2024، حقق قفزة نوعية في مسيرته الرياضية مع كرة القدم. جيراسي بدأ احتراف كرة القدم قبل 9 سنوات، بالتحديد في 2014. تسع سنوات مرت منذ أن حطت أقدام اللاعب الغيني، المولود في فرنسا، العشب الأخضر مع ستاد لافالوا الفرنسي، النادي الذي تدرج في فرقه السنية حتى وصل إلى الفريق الأول لكرة القدم. سيرهو جيراسي، أكثر من سجل أهدافًا حتى الآن في الدوريات الخمس الكبرى في أوروبا، متفوقًا على نجوم من طراز هالاند ومبابي وبيلينجهام وغيرهم. - هداف الدوري الفرنسي: كيليان مبابي ب7 أهداف - هداف الدوري الإسباني: جود بيلينجهام ب8 أهداف - هداف الدوري الإنجليزي: إيرلينج هالاند ب8 أهداف - هداف الدوري الإيطالي: لاوتارو مارتينيز ب10 أهداف - هداف الدوري الألماني: سيرهو جيراسي ب13 هدفًا كثيرون على علم بأن جيراسي أكثر من سجل في الدوريات الأوروبية الخمس الكبرى، لكن قليلين يعرفون قصة اللاعب البالغ من العمر 27 عامًا من الظل إلى الأضواء، من الهزيمة أمام موديست إلى التفوق على هالاند، وبين اللحظتين، 1559 يومًا. عندما يهزمك موديست.. لم يحظ جيراسي بانطلاقة جيدة في مستهل مسيرته مع كرة القدم، ليدافع عن شعارات أندية مثل ليل، أوكسير، كولن، أميان، ستاد رين وشتوتجارت على الترتيب. أرقامه كانت متوسطة إلى حد ما مقارنة بمهاجم يلعب في الدوري الفرنسي أو الألماني، لتجد أنه سجل 14 هدفًا في كل المسابقات الرسمية بأفضل مواسمه، حدث ذلك مرتين في 2020-2021 و2022-2023. الملفت بالنسبة إلى الجماهير المصرية، أن جيراسي زامل موديست في فريق واحد. في 20 يوليو 2016، انتقل اللاعب الغيني سيرهو جيراسي إلى كولن الذي أراد حسب موقع "vavel" الألماني أن يقلل العبء على المهاجم الرئيسي أنتوني موديست الذي يتحمل مسؤولية قيادة خط الهجوم وحيدًا. وكادت صفقة انتقال جيراسي من ليل الفرنسي إلى كولن الألماني تفشل بسبب الفحوصات الطبية التي لم يجتازها في المرة الأولى، قبل أن تتم في النهاية ب6 مليون يورو. في كولن، كانت منافسة موديست -الذي يرتدي حاليًا قميص الأهلي- صعبة على لاعب شاب يبلغ من العمر 20 عامًا فقط. اكتفى جيراسي بتسجيل هدفين فقط وصناعة آخر في 10 مباريات خاضها مع كولن بواقع 427 دقيقة في كل المسابقات الرسمية خلال أول مواسمه في 2016-2017. موديست في الموسم ذاته، أحرز 34 هدفًا وقدم 5 تمريرات حاسمة في 45 مباراة بكل المسابقات الرسمية، مع عدد دقائق اقترب من 4 آلاف، بالتحديد 3935 دقيقة. يعني ذلك أن المهاجم الفرنسي سجل أكثر من الغيني ب17 ضعفًا وصنع أكثر ب5 أضعاف. نجا جيراسي من استمرار المقارنة مع اللاعب الفرنسي موديست، بسبب انتقال الأخير إلى الدوري الصيني، لكن الأعباء الهجومية زادت. الموسم التالي دون موديست، شهد تسجيل جيراسي 7 أهداف في 23 مباراة و1361 دقيقة، لكن اللاعب الفرنسي عاد مجددًا في الموسم التالي، خلال شهر نوفمبر من عام 2018. عودة موديست تسببت في رحيل جيراسي إلى أميان الفرنسي، يناير 2019. يقول اللاعب الغيني عن فشله في التأقلم مع كولن: "كنت لاعبًا شابًا وكثيرًا ما كنت أتعرض إلى الإصابات.. أيضًا كانت لدي منافسة كبيرة مع كوردوبا، تيرودي، زولر وأنتوني موديست". لتتفوق على هالاند نضج جيراسي كثيرًا خلال آخر 1559 يومًا، الفترة الفاصلة بين يوم مغادرته كولن وتسجيل الهدف الثالث عشر مع شتوتجارت هذا الموسم. واستطاع جيراسي أن يسجل 13 هدفًا مع شتوتجارت في بوندسليجا هذا الموسم، ما جعله أكثر لاعب يسجل أهدافًا في أول سبع جولات في تاريخ مسابقة الدوري الألماني. يقول المحلل سومي ديباك تريباثي من موقع "foottheball" عما يقدمه جيراسي بعد تسجيله 11 هدفًا (أصبح 13)، إن دقة تسديداته على المرمى بلغت 83.33%، فيما يتراوح المتوسط بالنسبة إلى المهاجمين الكبار أمثال هالاند ومبابي بين 30 و40% فقط. ستة تسديدات تحولت إلى أهداف بأقدام جيراسي في موسمه الرائع مع شتوتجارت، كانت نسبة تسجيلها تقدر ب0.33 فقط. موقع " The data analytics" أبرز تحسن جيراسي أيضًا في ميزة هجومية أخرى، إذ كان تقييمه في الاحتفاظ بالكرة يقدر ب80 في موسم 2022-2023، قبل أن يرتفع إلى 96 هذا الموسم. وأصبح الغيني مهاجمًا يعرف كيف يدافع جيدًا، وفق موقع "Smarterscout" الذي منحه 9 درجات فقط في تقييم أدائه الدفاعي في موسم 2022-2023، ثم ضاعفه بشكل مذهل هذا الموسم إلى 97. على مستوى دقة التمريرات القصيرة، وصل جيراسي هذا الموسم إلى 86% بحسب إحصائيات "FotMob"، وهو رقم جيد جدًا بالنسبة إلى مهاجم صريح، ما يفسر صناعته هدفين في 8 مباريات بكل المسابقات الرسمية. ويظهر اسم جيراسي على طاولة عدد من أندية القمة الأوروبية، أبرزها ريال مدريد وبايرن ميونيخ. ولن يبقى جيراسي صاحب ال8 مباريات دولية مع غينيا وهدفين فقط أحدهما في شباك منتخب مصر، طويلًا في شتوتجارت، خاصة أن عقد اللاعب يتضمن شرطًا جزائيًا يتراوح بين 15 و20 مليون يورو، وفق مجلة "كيكر" الألمانية.
