بعد مشوار طويل من التعثر، والعطب الذي أصاب محركات المنتخب السعودي، وجعله يركن إلى مرتبة متأخرة في سلم التصنيف العالمي لكرة القدم في مشهد لم تتعود عليه جماهير الكرة العاشقة لتلك الساحرة المستديرة، والمحبة لمنتخب بلادها حد الجنون. بعد هذا المشوار السلبي الطويل المليء بالإخفاقات التي مرت كالعلقم على عشاق"الأخضر" في مناسبات مختلفة، ومشاركات متعددة كان خلالها الحضور السعودي ضعيفاً للغاية، ومحزناً أشد الحزن. بعد كل هذه الصدمات المتكررة يعود المنتخب السعودي ليطل علينا بفكر تدريبي جديد، ومنهجية إدارية جديدة يعول عليها الجميع رغم قصر الفترة الزمنية التي تولى فيها تلك الأجهزة مهام عملها يعول عليها الكثير الجماهير أن تكون مرحلة تتغير خلالها الكثير من معالم المنتخب على مستوى الانضباط، والتخطيط، والعمل الفني داخل المستطيل الأخضر وهو جانب مهم للغاية أمره بيد المدرب لوبيز. ومن المؤكد أنه بحاجة ماسة لتعاون جميع اللاعبين لفهم فلسفته في التدريب إضافة إلى تكاتف الجهاز الإداري الذي يقع على عاتقه الكثير من المهام الجسيمة في مسألة خلق أجواء أخوية تنافسية بعيدة كل البعد عن الشحن النفسي، والشد العصبي، والتشتت الذهني الذي صاحب بعض عناصر المنتخب خلال المشاركات الأخيرة، وتحديدا في بطولة الخليج والتي بان فيها بشكل واضح انصراف اللاعبين لموضوعات متعددة تناولتها عدد من الوسائل الإعلامية المختلفة والتي سلطت الأضواء بشكل كبير على المنتخب السعودي باعتباره المنتخب الأبرز من مختلف النواحي سواء الفنية أو الجماهيرية أو الإعلامية. وقد استغل البعض هذه المكانة المهمة للكرة السعودية للضرب تحت الحزام بألوان متعددة من النقد الجارح والذي جاء في توقيت سيئ أفرز الكثير من الشطحات التي أفقدت المنتخب تركيزه، وأضاعت هويته بصورة غير مقبولة. إطلالة المنتخب السعودي مساء اليوم (الأربعاء) في مواجهة الصين ينتظرها الجميع على أحر من الجمر باعتبارها تأتي بعد الإخفاق الخليجي مباشرة، وبعد التغييرات الكبيرة التي طالت الأجهزة الفنية، والإدارية على أمل أن يكون المشهد الفني جميلاً متناغماً مع هذه التبديلات الحيوية الهامة. المطلب المهم من جماهير الكرة الوقوف خلف المنتخب في كل أحواله. ومهما كانت ظروفه ولعل الأكثر أهمية أن يكون خلف المنتخب في حالة عدم الاتزان كما هو عليه الآن وليس في حالة التفوق وهذا هو الدور الأبرز للجماهير التي ننتظر أن تملأ مدرجات ملعب المباراة ليظهر بحلة خضراء باهية تعطي دافعاً نفسياً هاماً للاعبين، ويعزز من تفوقهم داخل المستطيل الأخضر. كما أن الدعم الإعلامي مهم للغاية خصوصاً إذا تحلى بالطرح العقلاني الواقعي البعيد كل البعد عن الانتهازية أو الانحياز لأطراف دون أخرى حتى يؤدي دوره الإيجابي الفاعل، والمؤثر. المهم أن ننبذ خلافاتنا جانباً وأن ننحي اهتماماتنا بعيداً حتى يكون اهتمامنا، ومشاعرنا على قلب واحد مع"الأخضر"في تشكيله الجديد، وفي رحلته الجديد وتحدونا آمال عريضة أن يعيد المنتخب البسمة الغائبة لتلك الجماهير المتعطشة للإبداع الكروي الجميل الذي يقهر الصعاب، ويحقق المنجزات.
