الحديث عن دورات الخليج ممتع ونحن نقلب صفحات الذكريات ونغوص في النتائج والألعاب ونستمتع بالصور الجماهيرية الرائعة، ونمضي مع قطار الدورات في سرد تاريخي للانجاز والأرقام، ولم يعد احد غريبا خارج بلده خاصة في دورة المحبة، التي زادت أهلها تقارباً ومودة، ورغم خاصية الدورة التي ظلت فيها الثوابت راسخة. ودورة الخليج عامرة بابداعاتها واهازيجها وصيحاتها- كويتي- سعودي- اماراتي- قطري- عماني- عراقي- يمني. ومع الذكريات الجميلة نمضي في التجاوب مع الحدث الكبير ونحن اكثر استمتاعاً بها بعد الاعلان الرسمي عن الافراج عن الكرة الكويتية التي اطلقت يديها لتزين مع الاشقاء العرس الخليجي رقم 21، وسوف نلقي اليوم الضوء على واحد من اكثر اللاعبين مشاركة بالبطولات الخليجية واحد النجوم الساطعة في سماء الكرة الكويتية بالسنوات العشر الاخيرة الا وهو نجم المنتخب والسالمية الكويت السابق بشار عبد الله الذي من خلال ذكرياته مع البطولات الخليجية الخمس التي شارك فيها مع المنتخب الوطني ويروي لنا اجمل ذكرياته وتوقعاته بحظوظ منتخبنا الوطني في حصد اللقب العاشر من اليمن فلنبدا سويا مع القناص بشار عبد الله. انطلاقتي بخليجي عمان أكد بشار عبد الله ان دورات الخليج لها مكانة خاصة جدا بقلبه خصوصا انه احد اللاعبين الذين ولدوا بإحدى النسخ من تلك البطولة الخليجية الافضل لقلوب جميع عشاق كرة القدم حيث قال بشار:"بدأت مشواري مع المنتخب الوطني الكويتي في النسخة الثالثة عشر والتي اقيمت في عمان وكنت احد افراد الجيل الذي تمكن من احراز لقب البطولة بل وكان له الشرف ان يكون اول اهدافي بالدورات الخليجية باللقاء الفاصل مع المنتخب القطري وحيث تمكن من احراز هدف رجح كفة الازرق في حصد لقب البطولة". وحول هذا الهدف ومدى تأثيره على مسيرته الكروية الناجحة قال بشار: "هذا الهدف غير مجري حياتي كثيرا فبه اصبحت احد اللاعبين الاساسين في تشكيلة المنتخب الوطني ودخلت قائمة الهدافين سريعا خصوصا ان بتلك الفترة كان يوجد عمالقة بالكرة الكويتية الذين حالفني الحظ وشاركت معهم كنجوم تعلمت منهم كثيرا امثال جاسم الهويدي وعبد الله وبران وعلي مروي وبدر حاجي واسامة حسين فلقد كان جيلا اكثر من رائع وساعدوني كثيرا ببداياتي وعلى المستوى الفني تعلمت منهم الكثير". تألق بالنسخة ال 13 وأكد بشار عبد الله ان هناك دورات تترك علامات لا يمحو اثرها مرور الايام فبالنسبة له كانت الدورة الثالثة عشرة بعمان افضل الدورات الخمس التي شارك بها وقال:" كنا كلاعبي منتخب الكويت نقدم مستوى رائعا وفي النهاية تمكنا من حصد اللقب رغم اننا كنا خارج الديار اما بالدورة السادسة عشرة حدث عكس ذلك تماما حيث ان تلك النسخة من كأس الخليج اقيمت بالكويت ورغم المؤازرة الجماهيرية الكبيرة التي تلقيناها الا اننا قدمنا اسوأ مستوى للمنتخب الوطني وخرجنا من المنافسة على اللقب واحزنا الجماهير الكبيرة التي كانت تنتظر منا الكثير بتلك البطولة لذلك فهي اسوأ بطولة خليجية شاركت بها بل ومن اسوءأ الفترات التي عشتها بحياتي الكروية عموما". المنافسة متساوية واستطرد : "اذا ما تركنا الماضي الجميل وقمنا بتغيير الحوار إلى الحدث الذي ينتظره الجماهير الخليجية عموما وهو بطولة خليجي 21 والتي تستضيفها البحرين بداية يناير الجاري أعتقد ان مستويات جميع المنتخبات الخليجية اصبحت الان متقاربه لدرجة كبيرة فاذا نظرنا إلى السنوات الماضية نجد ان منتخب اليمن كان الحلقة الاضعف بين جميع المنتخبات الخليجية ولكن بتلك النسخة لا اعتقد انه سيكون كذلك حيث انه اكتسب خبرات جراء المشاركات المتعددة في الدورات السابقة بالاضافة إلى ان مستواه تتطور كثيرا وجميعنا شاهد ذلك ببطولة غرب اسيا الماضية وعليه فأرى ان جميع المنتخبات تمتلك نفس الحظوظ في الفوز باللقب بما فيها منتخب الكويت". اما بالنسبة للازرق توقع بشار ان يكون منافسا وبقوة للحصول على النجمة الحادية عشر في سجل انجازاته ببطولات الخليج حيث أبان ان هناك مجموعة من المنتخبات ستفتقد لمجموعة كبيرة من عناصرها الاساسية امثال السعودية بالاضافة إلى الشقيق الاماراتي مما سيزيد من قوت الازرق في حصد اللقب خصوصا ان المجموعة الحالية ممتازة والاجواء الرياضية الان مختلفة كثيرا عن سابقها بالسنوات القليلة الماضية فاصبح الان يوجد استقرار سواء على مستوى الجهاز الفني بقيادة المدرب الصربي جوران او على الصعيد الاداري بوجود رئيس لاتحاد الكرة ممثل في الشيخ طلال الفهد ومجلسه مما يجعل الاجواء مختلفة لتحقيق بطولة مختلفة عن نظيراتها بالسنوات الماضية لذلك فأرى ان كل تلك عوامل نجاح تصب في مصلحة منتخبنا الوطني. وأوضح بشار ان خسارة الازرق في بطولة غرب اسيا الاخيرة التي اقيمت في الكويت ستؤثر كثيرا على اللاعبين بالبطولة ولكن هنا يكمن دور الجهاز الاداري للازرق بعلاج اللاعبين نفسيا قبل المشاركة لتفادي عدم الجاهزية الذهنية لهم اثناء البطولة. ومن جهة اخرى وجه بشار كلمة للاعبي الازرق حيث قال لهم:" بالتاكيد خسارتكم في غرب اسيا امر مؤسف ولكن يجب عليكم معرفة ان الفوز ببطولة خليجي 21 اهم من أي بطولة اسيوية فتلك البطولة بمثابة كاس عالم مصغر بالخليج فهي الاكثر قربا من قلوب الشعب الكويتي بشكل خاص والخليجي بشكل عام". تعاقب الأجيال واشار نجم المنتخب الوطني السابق انه سيكون من الامر الظالم للجيل الحالي مقارنتهم بالجيل الذهبي الكويتي نظرا لاختلاف الوضع حيث كان المتنافسون على اللقب ينحصر عددهم في ثلاثة دول هم الكويت والسعودية والامارات اما الان فبكل نسخة نجد بطلا جديدا للخليجي . وقال عبدالل:" النسخة السابقة من البطولة فاز بها المنتخب العماني والتي سبقتها كانت للاماراتي مما يؤكد على صعوبة المنافسة اكثر من السابق ولا احد يغفل المواهب الكثيرة التي كانت تتواجد بالجيل الذهبي للكرة الكويتية ولكن الاوضاع الان مختلفة سواء على صعيد المنتخبات او اللاعبين او حتى الخطط والاساليب الفنية لجميع المدربين". ونوه بشار إلى انه كان يحلم بان يكون متواجدا بالجيل الذهبي ليشاركهم انجازاتهم والبطولات الكثيرة التي حققوها خصوصا حلم اللعب بكأس العالم الذي يراود أي لاعب كرة قدم ولم يتمكن من تحقيقه فجميع اللاعبين في هذا الجيل كانوا مميزين مما يدعو أي لاعب على مر التاريخ الكويتي الرغبة في مشاركتهم اللعب. ومن جهة اخرى المح بشار انه كان يتمنى ان يتواجد بين صفوف المنتخب الوطني لفترة اطول حيث ان عشقه الاول والاخير هو ارتداء قميص الازرق الذي يراه بشار حلم لاي كويتي ان يرتدي قميص بلاده ولكنه استدرك حديثه قائلا »لكل اوان اوان« واكد انه لم يعد يستطيع اعطاء المزيد للمنتخب الوطني فهذه سنة الحياة ويجب ان يفسح اللاعبون القدامي المجال للصاعدين لتستمر عجلة الحياة بالدوران. ضغط النفسي اشار بشار إلى ان جميع اللاعبين الذين يذهبون للمشاركة ببطولات الخليج على دراية كبيرة بمدى قوة واهمية تلك البطولة عند الجماهير الخليجية واهمية خاصة للغاية لتلك البطولة الامر الذي يجعل اللاعبين تحت ضغط نفسي كبير قبل واثناء مشاركتهم فيها لدرجة ان جميع المسابقات التي شارك فيها مع المنتخب الوطني احتوت على مواقف طريفة واحداث جميلة بينه وبين زملائه بالمنتخب خلال مشاركاته الخمس بدورات الخليج فكان الفريق باكمله مشدود ويخوض جميع المباريات بتركيز كبير على المستوي الشخصي يصل به الضغط في بعض الاحيان إلى ان اتمنى انتهاء المباريات بتلك البطولة حتى لو لم تكن النتائج مرضية الاهم هو الخروج من هذا الضغط العصبي والنفسي الكبير. الهويدي شريك الدرب وحول مشواره الطويل مع الكرة ولعبه بجوار مهاجمين كبار امثال جاسم الهويدي ومن بعده فرج لهيب وفهد الفهد وبدر المطوع فمع من كان يشعر عبد الله بالراحة والانسجام في الاداء معه، اختار بشار الهويدي من بين جميع هؤلاء النجوم ليكون افضل شريك درب مشاركة بالمنتخب حيث قال »لقد كان هناك تفاهم وتناغم كبير بيني وبين جاسم فهو لاعب كبير وقوي وكان يستطيع الاستلام تحت الضغط مما كان يفتح لي المجال للانطلاق واحراز العديد من الاهداف فالهويدي من وجهة نظري واحد من افضل المهاجمين الذين اتوا على الساحة الخليجية والعربية على الاطلاق. جوران والنتائج ورفض بشار التقليل من شأن مدرب منتخب الكويت الصربي جوران حيث ان هناك مجموعة من المسؤولين طالبوا باعفائه من مهمة تدريب المنتخب الوطني واسناد المهمة لاحد الاسماء الكبيرة في عالم التدريب نظرا لضعف السيرة الذاتية له كمدرب ولكن بشار يرى عكس ذلك حيث قال :"بالتأكيد الفيصل الاساسي في الحكم على أي مدرب تكون في نتائجه وبالتالي فان جوران بنتائجه يكون من المدربين الجيدين الذين يستطيعون قيادة منتخبنا الوطني لتحقيق اللقب.
