تتسم المعارضة الأوكرانية بالتنوع في قوامها والانقسام في أهدافها، كما تضم مواطنين مستاءين ليس لهم أي انتماء سياسي. القاسم المشترك بينهم هو الإصرار على رحيل الرئيس يانوكوفيتش لكنها منقسمة بشأن الكيفية التي يجب أن تمضي الأمور بها. الفصيل الأول في المعارضة هو حركة "يوروميدان": وهي الحركة الاحتجاجية التي تتظاهر في ميدان الاستقلال التي تطلق على نفسها "يوروميدان"، وتشير إلى رغبتها في إقامة علاقات أقرب مع الاتحاد الأوربي. ولبى الكثير من المتظاهرين في ميدان الاستقلال الدعوات لتنظيم أنفسهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وازدادت نسبة كبيرة من هؤلاء المحتجين بعد الاستقلال الأوكراني عن الاتحاد السوفييتي عام 1991 وهم حاصلون على مستوى مرتفع نسبيا من التعليم. وبدأت هذه المجموعة نشاطها عندما جمد يانوكوفيتش التوقيع على اتفاقية شراكة مع الاتحاد الأوربي في نهاية نوفمبر الماضي. ويرفض الكثير من متظاهري هذه المجموعة ربط أنفسهم بأي من الأحزاب السياسية. الفصيل الثاني، المعارضة البرلمانية: ويوجد ثلاثة أحزاب معارضة ممثلة في البرلمان. وتشغل الأحزاب الثلاثة 167 مقعدا في البرلمان الأوكراني، وهي حزب الوطن الذي تنتمي إليه رئيسة الوزراء المسجونة يوليا تيموشينكو، وحزب أودار (اللكمة) المنتمي إليه الملاكم السابق فيتالي كليتشكو، وحزب سفوبودا «الحرية» القومي. وينضم إلى هذه الأحزاب العديد من النواب المستقلين الذين لا ينتمون إلى أي حزب. وقد وفرت أحزاب المعارضة الثلاثة تلك معظم أسس احتجاجات الأوكرانيين في ميدان الاستقلال بالعاصمة كييف. أما الفصيل الأساسي الثالث في المعارضة الأوكرانية فهو قوات الدفاع الذاتى: وهي الجناح شبه العسكري لحركة المعارضة تضم نحو 12 ألف شخص ويشمل كل من المحاربين القدامى في الحرب السوفيتية في أفغانستان (1979 - 1989) وكذلك أعضاء من الجماعات الراديكالية والفاشية الجديدة. ويتبنى هؤلاء الرجال عقيدة قومية مناهضة لروسيا. ويرتدي بعضهم زيا رسميا وأقنعة ويحملون هراوات ودروع. ويعتقد أن الأعضاء الملتزمين بقوات الدفاع الذاتي يحملون بنادق ضغط هواء. وتجدر الإشارة إلى أن الحركة الاحتجاجية في أوكرانيا انطلقت عقب إعلان الحكومة تعليق مفاوضات حول اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوربي لصالح تكثيف العلاقات الاقتصادية مع موسكو. وعلى إثر ذلك نزل آلاف المتظاهرين إلى الشوارع في 21 نوفمبر. وأوكرانيا الآن على شفير الإفلاس ووعدت روسيا بمنحها قرضا بقيمة 15 مليار دولار وتخفيضا كبيرا في سعر الغاز. وتهدد أعمال العنف بالانتشار في البلاد ولا سيما في معقل الاحتجاجات حيث هاجم المتظاهرون في الأيام الأخيرة مبان تابعة للشرطة والجيش واستولوا على مخازن أسلحة. ع.ج / ف.ي (د ب آ) هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل