تعقد الهيئة العامة لائتلاف المعارضة السورية اجتماعا لها في إسطنبول وسط انقسامات شديدة للبت في إمكانية مشاركته في مؤتمر جنيف-2 الدولي حول سوريا من عدمها. يأتي هذا في وقت تزداد فيه الضغوط على الائتلاف من داعميه للمشاركة. قبل خمسة أيام من انطلاق المؤتمر الدولي بمبادرة أمريكية روسية، تعقد الهيئة العامة للائتلاف السوري المعارض اجتماعا مغلقا اليوم الجمعة في أحد فنادق ضواحي إسطانبول، لاتخاذ قرار نهائي بشأن مشاركة الائتلاف في جينيف 2 من عدمها. وقال أحد أعضاء الائتلاف لوكالة فرانس برس إنه "على ضوء المناقشات المحتدمة في الاجتماع الأخير فإن الاجتماع قد يستمر حتى السبت". وكان مندوبو الائتلاف، أو ما توصف بالمعارضة المعتدلة للرئيس السوري بشار الأسد، قد عجزوا خلال اجتماع سابق في إسطنبول قبل عشرة أيام عن اتخاذ قرار بشأن المشاركة في مؤتمر جنيف بسبب الانقسامات القائمة بينهم. ويرفض قسم من أعضاء الائتلاف بدءا بمكونه الرئيسي المجلس الوطني السوري، الجلوس إلى الطاولة ذاتها مع ممثلي نظام دمشق. واشترط المجلس في نوفمبر الماضي من أجل المشاركة في جينيف-2 أن يكون التفاوض على "انتقال السلطة بكل مكوناتها وأجهزتها ومؤسساتها ثم رحيل الأسد، مطالبا في الوقت نفسه بوقف إطلاق نار خلال المحادثات. كما أكد الائتلاف خلال اجتماع هيئته العامة السابق في نوفمبر "التزامه المطلق بأن هيئة الحكم الانتقالية لا يمكن أن يشارك فيها بشار الأسد أو أي من المجرمين المسئولين عن قتل الشعب السوري، كما لا يمكن لهم القيام بأي دور في مستقبل سوريا السياسي". وفي هذا السياق أكد مؤتمر أصدقاء سوريا الذي انعقد الأحد الماضي في باريس أن "لا مستقبل" للأسد في سوريا. بيد أن رئيس الائتلاف أحمد الجربا لم يخف "قلق" الائتلاف و"شكوكه" و"مخاوفه" بشأن ما سيفضي إليه مؤتمر جنيف-2. ونقلت وسائل إعلام بريطانية أن واشنطن ولندن هددتا المعارضة السورية مباشرة بقطع مساعداتهما لها إذا لم تشارك في المؤتمر الدولي. وقال مسئول في الائتلاف لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) وصحيفة الغاريان طالبا عدم كشف اسمه "أبلغونا بوضوح شديد أنهم سيوقفون دعمهم لنا وأننا سنخسر مصداقيتنا لدى المجموعة الدولية إذا لم نشارك في المؤتمر". بيد أن واشنطن ولندن نفتا أن تكونا قد وجهتا مثل هذا التهديد. في غضون ذلك أعلنت هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي التي لا تنتمي إلى الائتلاف، والمعروفة على نطاق واسع بمعارضة الداخل رفضها المشاركة في جنيف 2. وقالت الهيئة في بيان، إن "الأممالمتحدة والدولتين الراعيتين (روسياوالولاياتالمتحدة)" طالبت "الائتلاف بتشكيل وفد وازن للمعارضة السورية في جينيف تحت مظلة الائتلاف"، وهو ما لم يتم حتى الآن "ويصعب تحقيقه في الأيام القليلة المتبقية". وقال مصدر دبلوماسي غربي لوكالة فرانس برس إن "الائتلاف لا خيار لديه وبالتالي سوف يرسل على الأرجح وفدا إلى مونترو" في سويسرا لكنه رأى أن "هناك احتمالات عالية بأن يتفكك جراء هذا القرار". كيري يحض الائتلاف على المشاركة وعشية اجتماعهم الجديد حض وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مجددا أعضاء الائتلاف على المشاركة في مؤتمر جنيف-2. وقال كيري متحدثا أمام الصحافيين إنه "عشية الجمعية العامة التي سيتخذ خلالها الائتلاف الوطني للمعارضة السورية قرارا في شأن مشاركته في مؤتمر السلام في جنيف، تدعو الولاياتالمتحدة إلى تصويت إيجابي". وأضاف "ينبغي تمكين الشعب السوري من تحديد مستقبل بلاده، ينبغي الاستماع إلى صوته". من جانبه كرر النظام السوري على لسان وزير إعلامه عمران الزعبي أنه لن يذهب إلى جنيف "لتسليم السلطة إلى أحد.. ولن نقبل عقد صفقات مع أحد"، مؤكدا أنه يعود لبشار الأسد أن يقود المرحلة الانتقالية. وفي مواجهة التحفظات المتزايدة في صفوف المعارضة على هذا المؤتمر، ضاعفت الجهات الغربية والعربية الداعمة للمعارضة السورية التطمينات والضغوط لإقناعها بالذهاب إلى سويسرا، حيث باتت مشاركتها في المؤتمر شرطا لا بد منه لتأكيد مصداقيتها. وسيسعى المؤتمر الدولي الذي ينطلق في مونترو قبل الانتقال إلى جنيف لإيجاد حل سياسي يمكن أن يضع حدا للنزاع المستمر في سوريا منذ مارس 2011 والذي أسفر عن أكثر من 130 ألف قتيل وملايين اللاجئين والنازحين. أ.ح/ ع.ج (أ ف ب، رويترز) هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل