يوميا أشاهد حفلات أم كلثوم في قناة روتانا كلاسيك الساعة العاشرة مساء لكي أستمتع ليس فقط بأغانيها ولكن أيضا برؤية جمهورها الراقي، كما تزداد المتعة بصوت الرائع جلال معوض الإذاعي القدير خلال تقديمه لكوكب الشرق في إذاعة الأغاني يوميا الساعة الحادية عشرة مساء، وأسأل نفسي هل حقا هذا الجمال كان في بلدنا؟ وهل يمكن أن تعود هذه الأيام مرة أخرى؟ وما هذا الرقي الذي كانت تعيشه المحروسة؟ الرقي في الشكل والمضمون، جمهور سيدة الغناء العربي من السيدات والرجال كانوا يرتدون أفضل ما لديهم من أفخم الملابس وفي منتهى الشياكة والأناقة كذلك الفرقة الموسيقية كل شيء كان جميلا في حفلات أم كلثوم. في حفل كامل العدد.. جنات تشعل مهرجان الموسيقي العربية وتبدأ ب «مسا الجمال» | صور هاني شاكر يتألق في رحاب مملكة الطرب بمهرجان الموسيقى العربية | صور
ولا أبالغ حينما أقول إنني عشت أمس ليلة في دار الأوبرا المصرية تشبه ليالي حفلات أم كلثوم، من خلال دعوة الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة لي أنا وصديقى الأعز عصام كامل رئيس تحرير فيتو لمشاهدة ليلة من ليالي مهرجان الموسيقى العربية الثلاثين.
كان نجم الحفل أمير الغناء العربي هانى شاكر والحفل الذي بدأ بأغاني بعض المطربين الشبان وكان بمسرح النافورة المكشوف والحضور كان من جمهور الزمن الجميل الذي يعشق الاحترام ويشتاق إليه حيث حرص على ارتداء الملابس المحترمة الأنيقة وتطبيق كافة الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا، بجانب الاستمتاع بالغناء والتنظيم المتميز والديكور والمسرح الرائع.
إحياء التراث الغنائي مهرجان الموسيقى العربية المقام حاليا في دار الأوبرا بالقاهرة والإسكندرية ودمنهور قرار جرئيء لوزيرة جديرة بالاحترام أخذت على عاتقها المغامرة منذ العام الماضي حيث كانت ذروة جائحة كورونا حتى لا يتوقف المهرجان وهي تقول للسائحين الأجانب "ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ"..
مهرجان الموسيقى العربية ليس فقط فرصة لإحياء التراث الغنائي المصري والحفاظ عليه وأيضا ليس فقط فرصة للاستمتاع بالغناء العربي الأصيل ويكافح التلوث الغنائي الذي طفح علينا من المجاري هذه الأيام ولكنه أيضا فرصة لتبني المواهب الصاعدة ويؤكد أن الجمهور عايز كده ويستطيع الفن الجميل الارتقاء بذوق وأخلاق المجتمع ويكافح القبح. المهرجان الذي يشهد إقبالا كبيرا يشترك فيه نخبة من أفضل الأصوات المصرية والعربية مثل هاني شاكر وعلى الحجار ومحمد الحلو ومدحت صالح وعاصي الحلاني ووائل جسار وصابر الرباعي وغيرهم بالإضافة إلى الأصوات الشابة الواعدة وهذا هو الدور الهام الذي تقوم به دار الأوبرا المصرية وهو تبني المواهب الجديدة. التحية للدكتور مجدي صابر رئيس دار الأوبرا المصرية والدكتورة جيهان مرسى رئيس المهرجان ولكل القائمين على تنظيمه والزميل محمد منير المستشار الإعلامي لوزارة الثقافة والتحية الأكبر للوزيرة الجريئة إيناس عبدالدايم.
