يحمل مسئولية الفن الجميل كى يبقى شامخًا فى وجه الفن الردىء، إنه الفنان والدكتور مجدى صابر رئيس دار الأوبرا المصرية، الذى أكد أن الأوبرا تعمل على قدم وساق من أجل إنجاح المهرجانات الغنائية الصيفية، معربا عن سعادته بنجاح مهرجان قلعة صلاح الدين المقرر أن يختتم الموسيقار العالمى عُمر خيرت فعاليات دورتها ال28 أول سبتمبر المقبل. وأكد «صابر» أن مهرجان القلعة هذا العام نجح فى استقطاب شرائح مختلفة من الجمهور، مشيرا إلى أنه تم زيادة منافذ بيع التذاكر لحفلات مهرجان القلعة لاستيعاب أكبر قدر من الجمهور الذى تجاوز خمسة عشر ألفا فى ثالث يوم من فعالياته التى بدأت الأحد الماضى. ولفت صابر إلى أنه تم تجديد دماء مهرجان القلعة فى دورته ال28، حيثُ يشارك بجانب النجوم الكبار الذى شهدوا على مولد المهرجان على الحجار، ومحمد الحلو، ونادية مصطفى، هانى شاكر، مجموعة من الفرق الموسيقية، التى أصبح لها جمهور كبير يحضر حفلاتها. وهذه الفرق تسمى «الأندرجراوند» وهى التى تصنع الأغانى بالكلمات والتوزيع والألحان والأداء الذى تريده دون أن يفرض عليها أحد شيئا. وقد نجحت هذه الفرق نجاحا كبيرا فى مواجهة ظاهرة النجم الأوحد. وقد سبق حدسه الفنى وحققت الفرق الموسيقية التى راهن عليها صابر منذ بداية انطلاق المهرجان حضورا جماهيريا كبيرا منها فرقة «مسار إجباري»، وفرق براس ساوند باند للنفخ والإيقاع، وفرقة كايرو ستيبس وغيرها من الفرق الناجحة. وأضاف صابر أن هذه الدورة تشهد جانبا من احتفالات مصر برئاسة الاتحاد الإفريقى، حيثُ تشارك فرق وفنانون من تونس والجزائر وغينيا وناميبيا. وعن الرسالة السامية التى يسعى المهرجان لترسيخها قال: هدفنا نقل عروض أوبرا القاهرة ودمنهور وإسكندرية إلى جميع فئات المجتمع بأسعار مخفضة، لتعريفهم بأنشطة الأوبرا وتهذيب ذائقتهم الفنية بأغانى التراث الشرقى الجميل. وأكد صابر، أن نجاح مهرجان محكى القلعة دليل على ريادة الأوبرا ونجاح خطتها فى التصدى للموجات والتيارات الغنائية الهابطة. وكانت المهرجانات الغنائية الصيفية قد بدأت بمهرجان أقيم على المسرح المكشوف فى منتصف يونيه الماضى، شارك فيه العديد من نجوم الغناء، بالإضافة إلى مهرجان المسرح الرومانى الذى يُقام فى الإسكندرية واختتم مساء الاثنين الماضى، يشارك فيه عدد من رموز الغناء، منهم مدحت صالح، وفريق بلاك تيما، ووسط البلد، واوركسترا ساوند تراك، ويقام فى الفترة من 16 وحتى نهاية أغسطس مهرجان على مسرح سيد درويش يشارك فيه مى فاروق وايمان البحر درويش ومحمد محسن وخالد سليم وعلى الحجار ومدحت صالح وغالية بن على من تونس، وينطلق مهرجان القلعة فى الفترة من 18 اغسطس حتى أول سبتمبر المقبل، ويقام حفل يوم الجمعة من كل أسبوع فى الفترة من 6 سبتمبر حتى 26 من نفس الشهر حسبما صرح دكتور مجدى صابر. وأشار «صابر» إلى أنه يحرص على التعاقد مع نجوم جدد من الأقطار العربية الشقيقة لأول مرة، لتجديد دماء المهرجانات. وأكد دكتور مجدى صابر، أن الأوبرا فتحت أبوابها هذا العام للأفكار الجديدة، لمنح الشباب فرصة للظهور والانتشار عبر نافذة الأوبرا التى لطالما حرصت على تقديم مواهب جديدة للساحة الغنائية، كما منحت فرصة لبعض النجوم الذين حققوا نجاحا كبيرا على الساحة للمشاركة فى مهرجاناتها لمواكبة التطور الغنائى من ناحية، واستقطاب شرائح جديدة ومختلفة من الجمهور من ناحية أخرى. وردا على سؤال كيف يمكن أن تواكب الأوبرا التغيير بشكل يتفق مع معاييرها وأهدافها قال: لدينا لجان للمتابعة ترصد كل الأسماء الجديدة الموجود على الساحة، تفرز منها ما يناسب ويتفق مع معايير وشروط الاوبرا، موضحا أن الأوبرا خلال هذا الصيف نجحت فى تجديد دماء المهرجانات بنسبة تصل إلى40%. وأكد أن الهدف من التجديد ليس الربح، فقد تعهدت الأوبرا منذ بداية نشأتها أن تقدم الفن الراقى الجاد بعيدا عن التيارات الغنائية الأخرى، وأنه حاول أن يمسك العصا من النصف فى ظل ارتفاع أجور الفنانين، من خلال جلب نجوم جدد يحظون بشعبية كبيرة بفنهم الذى يحترم عقول المستمعين. وغرد بحديثه نحو الدورة المقبلة من مهرجان الموسيقى العربية، وهى الدورة التى يترقبها عشاق الغناء من مختلف أنحاء الوطن العربى، والمقرر انطلاقها بداية من أول نوفمبر المقبل، حيثُ قال إن إدارة الأوبرا وجميع القائمين على المهرجان بدأوا التحضيرات للدورة ال28 مبكرا، للخروج بدورة مشرفة لا تقل عن نظيراتها السابقة، التى نجحت فى استقطاب نجوم كبار مثل الفنانة اللبنانية الكبيرة ماجدة الرومى، وصابر الرباعى، ونوال الكويتية، وعاصى الحلانى، ولطيفة إلى جانب نجوم مصر الكبار هانى شاكر، وعلى الحجار، ومدحت صالح، والموسيقار عُمر خيرت، متعهدا بتقديم دورة جديدة مشرفة تليق باسم مصر التى عُرفت وسط أقطارها العربية ب«أم الفنون». وأشار إلى أن إدارة المهرجان تسعى لإحياء التراث الموسيقى العربى وإعادة تقديمه بشكل يواكب التغيرات المجتمعية المتلاحقة بشكل يتواءم مع الذائقة الجمالية للشباب العربى، وهو المحور الأول الذى تعمل عليه، وذلك من خلال البحث فى سبل احياء واعادة تقديم الانماط الغنائية التى انحسرت منها الدور الغنائى، القصيدة، المونولوج الدرامى، النوبة، القدود، تراث المسرح الغنائى، بشكل معاصر يربط الشباب العربى بتراثهم الموسيقى الاصيل إلى جانب البحث فى سبل تعريف الشباب بالآلات الموسيقية العربية التقليدية والشعبية وتشجعيهم على تعلم العزف عليها والابداع الموسيقى لها مع تناول تجارب الشباب الموسيقية فى عالمنا العربى والكشف عن مدى اقترابها من التراث الموسيقى العربى او اغترابها عنه, وكذلك تأثرها بموجات وافدة او روافد اجنبية. وتابع: «ويعالج المحور الثانى اثر الحراك المجتمعى على ابداع المرأة فى الموسيقى العربية من خلال اثر الظروف السياسية والاجتماعية والثقافية المختلفة على الابداع الموسيقى للمرأة العربية، والخصائص الفنية المميزة لأعمال اهم المبدعات فى الموسيقى سواء فى الغناء أو العزف أو التأليف أو التلحين. أما المحور الثالث فيناقش موضوع الموسيقى والطفل العربى بين الماضى والحاضر من خلال تناول الخصائص الفنية لأغنية الطفل العربى فى التراث الموسيقى الاذاعى والتليفزيونى فى القرن العشرين، والمنتج الموسيقى المقدم للطفل فى الوقت الراهن فى الوسائل الاعلامية المختلفة وفى القنوات الفضائية المتخصصة للطفل العربى. وعن شروط المهرجان التى تم وضعها من قبل إدارة الأوبرا قال: شروط المشاركة بالأبحاث العلمية، تشترط أن تكون الأبحاث جديدة ومرتبطة بمحاور المؤتمر، ولم يسبق عرضها فى اى منتدى او مؤتمر او دورية علمية او على مواقع الانترنت ولا تزيد على 20 صفحة، إلى جانب ضرورة ان يتضمن المصادر والمراجع والتدوين الموسيقى للنماذج التى استعان بها الباحثون والعرض التقديمى للبحث من امثلة موسيقية ونماذج سمعية أو مرئية مرتبطة بالموضوع فى مدة لا تزيد على 15 دقيقة. وأشاد صابر بمجهودات دكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة التى سعت بكل طاقاتها أن يكون للأوبرا تواجد وحضور لها على الساحة العربية، من خلال إقامة حفلات خاصة لفرق الموسيقى العربية فى المملكة العربية السعودية والإمارات.